بدل الاسلام المحمدي مملكة اموية وراثية عضوض

1683 2016-01-05

حين آلت الرسالة المحمدية التي تجسد كل معاني العدل والرحمة الى ملك عضوض يتوارثه الرجس من ابناء فتيات قريش بدل المطهرين بنص الكتاب المنزل من ال محمد صلوات الله عليهم ؛ آل المجتمع ايضا الى لمة لا تختلف كثيرا عن الجاهلية ، وقد احسن وصف ذلك المجتمع الحسين عليه السلام يوم عاشوراء بقوله يخاطب القوم :

 (تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ، وبؤسا لكم وتعسا حين استصرختمونا ولهين ، فأصرخناكم موجفين ، فشحذتم علينا سيفا كان في أيدينا ، وحششتم علينا نارا أضرمناها على عدوكم وعدونا فأصبحتم ألبا على أوليائكم ، ويدا لأعدائكم ، من غير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، ولا ذنب كان منا إليكم. فهلا - لكم الويلات – إذ كرهتمونا والسيف مشيم ، والجأش طامن، والرأي لم يستحصف ولكنكم اسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدبى ، وتهافتم إليها كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها سفها وضلة ، بعدا وسحقا لطواغيت هذه الامة ، وبقية الاحزاب ، ونبذة الكتاب ، ومطفئ السنن ، ومواخئ المستهزئين ، الذين جعلوا القرآن عضين، وعصاة الامم ، وملحق العهرة بالنسب ، لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون أفهؤلاء تعضدون ؟ وعنا تتخاذلون ؟ أجل والله الخذل فيكم معروف ، نبتت عليه اصولكم وتأزرت عليه عروقكم ، فكنتم أخبث شجر للناظر ، وأكلة للغاصب ألا لعنة الله على الظالمين الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. ألا وإن الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة ، وهيهات له ذلك ، هيهات مني الذلة ؟ أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون ، وجدود طهرت ، وحجور طابت ، أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام ، ألا وإني زاحف بهذه الاسرة على قلة العدد ، وكثرة العدو ، وخذلة الناصر)( )

وفي الدراسات الانتروبولوجية الحديثة يعتمدون دراسة الظواهر الاجتماعية  لإظهار عللها ، ذلك لان هناك علاقة تلازم ذاتية بين كل ظاهرة وعلتها ، وبعدها فالإنسان يكون قادرا ان يحظر الظاهرة بإحضار علتها ، او يستبعد الظاهرة باستبعاد علتها ، وهذا النوع من الدراسات يأتي من باب وسائل التحكم في المجتمعات وتوجيهها.

ولقد اغفل المشتغلون بعلم الانتروبولوجيا ظاهرة ارسال الرسل عليهم السلام ، مع انهما هي اكبر ظاهرة في تاريخ البشرية ؛ انها ظاهرة متجذرة في التاريخ الانساني ولا يسع حتى لملحد ان ينكرها لأنها واقع التاريخ البشري نفسه.

وكل الاديان على الارض هي حصيلة هذه الظاهرة تشير اليها ،  ومعظم اهل الارض هم اتباع لتلك الظاهرة ؛ كالديانات المسيحية واليهودية والإسلامية وحتى البوذية وكثير من ديانات اهل الارض ؛ يدّعون انهم اتباع ديانة سماوية وكل ما عند الانسانية من مثل وقيم راقية هي ثراث لتلك الظاهرة.

اذن ؛ ما علة تلك الظاهرة ؟  و ما هي الغايات والأهداف التي تسعى ومن أجلها ؟ و ما هي الآليات التي ينتهجها الرسل عليهم السلام في بلوغ اهدافهم؟

الجواب:

ان علة تلك الظاهرة هي الرحمة : ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)( ) ، كما هي كل الافعال الكونية ، فلا ينجز فعل كوني إلا بقوة من صفات الرحمة ، فالرحمة كتاب الخالق البارئ المصور تعالى على نفسه ؛ (قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)( ).

 وللرحمة دليل علة كذلك في كل الاديان السماوية الاخرى خصوصا المسيحية غير المحرفة. وأما الاهداف الكبرى لتلك الظاهرة ؛ فتتجسد في : بغض الظلم ونبذ الظالمين ونشر القيم وفق منهج القدوة المعصوم  الذي هو الرسول او النبي او الامام. 

وأما الاليات المتبعة في بلوغ تلك الأهداف ؛ فليس إلا الثبات على تلك الاهداف والصبر عليها مهما كانت التضحيات ، والخطاب بالتي هي احسن ، والاحتساب عند الله ، قال الله تعالى:

(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)( ).

ولن تجد اليوم على الارض واقعا حيا فاعلا قائما لظاهرة الرسل عليهم السلام  في العلل والأهداف والآليات الا في تفاصيل نهضة الحسين عليه السلام التي تحييها شعائر الحسين عليه السلام. 

المصادر:

 1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (45/  83)، ومثير الاحزان : ص: 55.

 2) الانبياء – 107.

 3) الانعام – 12.

 4) النحل – 125.

 

Comments
Try another code?
Facebook Comments