ما علاقة السيد البروجردي باينشتاين؟

4360 2020-04-10

لم تكن بين اينشتاين والمرجع الديني آية الله السيد حسين البروجردي علاقة مباشرة؛ إذ لم يقم اينشتاين بزيارة آية الله بروجردي وكذلك السيد لم يزر أوربا، إلّا أنّه كان هناك من يربط بينهما وهو البروفيسور محمود حسابي؛ فقد كان من جهة تلميذاً لأينشتاين، ومن جهة اخرى كان مواظبا على زيارة آية الله بروجردي كثيراً، وكان ينقل البروفيسور (حسابي) قصة تكشف عن هذه العلاقة قائلاً: "حضرتُ عند آية الله بروجردي يوماً وقد كانت النظرية النسبية لأينشتاين آنذاك معروفة في الأوساط العلمية، فطلب السيد بروجردي منّي أن أشرح له هذه النظرية، فقدّمتُ له شرحاً مجملاً عنها، فأخذ بطرح أسئلة دقيقة عن تلك النظرية وكنتُ أنا أيضاً أردُّ عن أسئلته، ثمّ قال لي: أبلغ سلامي الى السيد أينشتاين وقل له بأنّه قد تمكن من فتح رؤية من علم الفيزياء الى عالم ما بعد الطبيعة".

وتدلّ هذه القصة على وجود علاقة بينهما ولو بحدّ نقل رسائل بواسطة الدكتور حسابي، وعلى أيّ حال إنّ مسألة وجود علاقة بين أينشتاين وآية الله بروجردي لا تزال لغزاً لم يتم حلّه، فمن جهة لا يمكن رفض تلك العلاقة رفضاً تامّاً؛ إذ إنّنا نعلم بأنّه كان بينهما علاقة ولو بحدّ نقل رسائل بواسطة البروفيسور حسابي، ثم هناك أقوال تُنسب اليوم إلى أينشتاين وآية الله بروجردي تدلّ على أنّها ليست من صنع شخصيّات أخرى، ويقف على ذلك كلّ من له معلومات في الفلسفة والكلام الإسلاميّ.

وثمة دليل حسي وحيد لا يشك حتى اليوم في مصداقيته، بالرغم من غياب الأثر لهذه المراسلات، وهو تصريح لآية الله علوي، حفيد بروجردي، أكد فيه خلال مقابلة صحفية حصول تراسل شفهي بين جده وأينشتاين، وتولاه عالم الفيزياء الإيراني البروفيسور محمود حسابي.

ويعود عهد مراسلات أينشتاين والسيد بروجردي إلى ستينيات القرن الماضي، وتحدثت عنها مواقع إخبارية عددية، من دون إبراز أي قرينة على صحة الأمر، أي لم ير العالم اي رسالة من هذه الرسائل، التي كتبها بروجردي بالعربية، ورد عليها أينشتاين بالألمانية، كما لم نعرف من كان المترجم في كل طرف.

أما السيد حسين البروجردي (23 مارس 1875) فهو السيد حسين بن السيد علي الطباطبائي البروجردي، الشهير بالإمام البروجردي عالم دين وفقيه ومرجع شيعي، ولد في صفر 1292 هـ بمدينة بروجرد في إيران.

والتحق بالكُتّاب (محل الدراسة التقليدية آنذاك) في سن السابعة ودرس المقدّمات في مدينة بروجرد، وأرسله والده إلى حوزة نور بخش العلمية في بروجرد، ثم انتقل في سنة 1310 هـ إلى أصفهان للاستمرار في الدراسة، وفي السابعة والعشرين من عمره توجه إلى النجف عام 1320 هـ لإكمال دراسته الحوزوية، حيث حضر درس الآخوند الخراساني لمدة تسع سنين، وكان من أساتذته في النجف السيد كاظم اليزدي وشيخ الشريعة الأصفهاني، وفي عام 1328هـ نال درجة الاجتهاد من علماء الحوزة العلمية في النجف، ثم عاد إلى بروجرد للتدريس، وفي عام 1364 هـ هاجر إلى قم واستقر بها.. أما مؤلفاته فاشهر: (حاشية على مبسوط الشيخ الطوسي - أسانيد كتاب من لا يحضره الفقيه - حاشية على نهاية الشيخ الطوسي - حاشية على كفاية الأصول - حاشية على العروة الوثقى - وكتاب الحاشيةٌ هذا على كتاب «العروة الوثقى» لمحمد كاظم الطباطبائي اليزدي - أسانيد كتاب علل الشرائع - أسانيد كتاب الاستبصار - أسانيد كتاب الخصال) وغيرها العشرات..

 

وقد توفي السيد البروجردي في الثالث عشر من شوّال (1380هـ الموافق 30 مارس 1961م)، ودفن بالمسجد الأعظم، في قم المقدسة في جمهورية ايران الاسلامية.

.............................

المصادر

شيخ الاشراق شهاب الدين السُّهْرَوَرْدي (ح.545 هـ - 586 هـ)

ابن سينا: الطبيب الفيلسوف والعالم الوسوعي

 

Commentaires
Changer le code
les commentaires de facebook