زيد علي كريم الكفلي
عندما تسلك الطريق البري شرقي مدينة الكفل وعلى مقربة (7 كم) وبين مناطقها الزراعية وأشجار النخيل الشامخة ثم تنعطف يساراً يلوح إليك مرقد طاهر انه مزار زيد الشهيد عليه السلام.
ولد عليه السلام سنة (80 هـ) في المدينة المنورة نشأ في كنف أبيه زين العابدين ع وعاش معه (خمس عشرة سنة) أرفده بالعلوم والأخلاق الكريمة والحسنة فأصبح حليفا للسيف والقران وبعد وفاة والده سنة (خمس وتسعون) للهجرة تكفله أخوه الباقر ع وعاش معه (تسع عشرة سنة ) عاش عليه السلام حراً أبياً شجاعاً مخلصاً في قول الحق فكانت ثورته استمداداً لثورة جده الحسين ع في كربلاء ...قتلوه صلبوه حرقوا جثته الطاهرة أرادوا أن يطفئوا نوراً من نور الله ولكن شبه لهم ها هو قبره اليوم مناراً شامخاً ينير دروب الحياة ويلتجئ إليه الأحرار على امتداد التاريخ الإنساني .
حفه الله بكرامات جعلت من الناس يقصدونه من كل حدب وصوب فاهتمت به وبذلت المزيد من الجهد حتى وصل إلى هذه المرتبة من البناء.
وتحدث الباحث والمؤرخ التاريخي (محمود محمد سهيل ) عن بناء المرقد قائلاً: إن بناء مرقد زيد الشهيد بناء حديث واسع جدا شيّد سنة (1996) بجهود الخيرين والمتبرعين وعلى رأسهم السيد جابر السعبري وأخيه عبود السعبري وبجهود السادة خدام المزار الشريف الذين فتحوا أبوابهم لهؤلاء الساعين للمشاركة في البناء طيلة فترة العمل وكانت الأيدي العاملة هي عشائر ناحية الكفل حتى وصل ما هو عليه ألان حيث يعلوا الضريح قبة كبيرة إسلامية مغلفة بالكاشي الكربلائي والى جانبها مأذنتان شامختان وقد نصب فوق الضريح شباك من الذهب وللحرم بابان ذهبيان ومن الداخل المرايا والعينكار والكاشي الكربلائي وبأشكال هندسية وكتائب قرآنية وأضيف إليه كتيبة عن حياة زيد الشهيد وهنالك أسماء موضوعة على الأركان هم أسماء أصحابه الذين استشهدوا معه وكذلك أكساء الحرم بالمرمر ...
وأضاف الباحث سهيل: كان سدنة المرقد هم من ذرية أهل البيت ع وهم السادة الحسينيين العميديين وقد تناوبت عوائل من هذه العشيرة في خدمة الزوار القادمة للزيارة وكانت كل عائلة تخدم شهر واحد وتتصرف بأوقاف زيد أمثال عوائل (السيد محسن علاوي ، والسيد حسوّ ،وعائلة السيد كشمول) وبقى أحفاد العوائل مستمرون في خدمة المرقد وتقديم الخدمات للزائرين كبناء مضيف لخدمة الزوار وغيرها ،وفي أواخر 2007 استلمت الأوقاف الشيعية المزار فكان أول أمين خاص للمزار الشيخ عقيل الكرعاوي ، وبعدها استلم الأمانة الشيخ قاسم الحسناوي.
وعن مناسبات المزار أكد مسؤول قسم الإعلام الشاعر محمد رحيم الشمري قائلا: مزار زيد الشهيد يقيم جميع المناسبات الدينية التي تمثلت بولادات ووفايات أهل البيت وبعض الشخصيات الإسلامية التي لها دور في الدعوة الإسلامية وبعض المناسبات الأخرى مثل مهرجان حليف القران الدولي تحضره وفود وشخصيات كثير من العراق وخارجه كدولة لبنان واليمن والصومال وتنزانيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية ويستمر لمدة يومين ، وكذلك مراسيم تبديل الراية في الأول من محرم تحضر فيها أيضا شخصيات دينية وسياسية وتتضمن فيها قراءة القران وكلمة سنوية لحجة الإسلام الشيخ علي بشير النجفي وبعض الفعاليات الاخرى مثل كراديس حمل الرايات ومن ثم تبديل الراية الحمراء بالسوداء إشعارا وإعلانا للحزن على سيد الشهداء .
وبين الشمري : إن الزيارات الرئيسية للمزار في ( الخامس والعشرين من محرم) هي ذكرى شهادة زين العابدين عليه السلام ، و(الثاني من شهر صفر) شهادة زيد ع فهن زيارات مليونية تأتي الناس سيراً على الأقدام إلى زيد الشهيد من داخل العراق وخارجه وهنالك جهود مبذولة من القائمين في خدمة المزار لتقديم أفضل الخدمات للزائرين كتنظيم المواكب في الدخول والخروج وإطعام الطعام والتنظيف وغيرها، وهنالك أطراف أخرى تشترك في هذه الزيارة المليونية كالصحة والبلدية ورجال الأمن ومسؤولي محافظة بابل وناحية الكفل وغيرهم ،وهنالك مواكب الخدمة كثيرة محيطة بالمزار تقدم الخدمات للزائرين تقدر من (300 ـ 400) موكب وكذلك مواكب على طول الطريق المؤدي إلى المرقد المقدس .
انتهت ثورة زيد بفاجعة أليمة على الأمة إلا إنها فتحت عيون الأمة وقلوبها وعقولها على أهل البيت ع ومن ثم معرفتهم إنهم القيادة الشرعية وحجج الله في الأرض.