مواجع الكرادة والنهوض من جديد!

1637 2016-07-12

حزن بلا حدود رغم فرحة إزاحة الدكتاتور، نتاج العقل الانساني العنيف، الذي أفرزته مرحلة ما بعد سقوط الصنم، في إنعطاف خطير للموت، حيث أكل منا الإرهاب أشكال الحياة في العراق، وأشباه الرجال يتسنمون المناصب، ليغطوا عيوبهم ويخفونها بإسم الدين، لكن المرجعية والشعب طالبا مراراً، بتغيير الوجوه الكالحة، ومحاربة الفاسدين والفاشلين، الذين هم أس المصائب وأساسها.

الأماكن المغطاة بالدماء والإشلاء، ترتفع أصواتها مع ذويها، لتنقل قضيتها من الأرض للسماء، لكن حقيقة النصر هو إصرار العراقيين، وإيمانهم العميق بالله والوطن، وسينتصرون رغم أنوف المتاجرين، والمزايدين على وحدته، والسبب وجود المرجعية الرشيدة، التي حفظت الأرض والعرض، وما محاولاتهم البائسة بتفجيرات الكرادة، ومرقد السيد محمد، إلا لتغطية هزائمهم، في ميدان المواجهة مع الحشد المقدس.

المطالبة بتدويل فاجعة الكرادة، وإدانتها بأشد العبارات واللهجات، مستمر حتى إعتبارها جريمة حرب ضد الإنسانية، وإبادة جماعية، لأن مواجع الأمة تتجدد مع كل تفجير إجرامي، فنستذكر الآمنا في سبايكر، والصقلاوية، وجميلة، وخان بني سعد، ومدينة الصدر، وبغداد الجديدة، والكاظمية، وما حدث في الكرادة أواخر شهر رمضان من عملية حرق للأبرياء، لا يمكن السكوت عنها مطلقاً.

وقت قياسي عظيم، هو ذلك الزمن الناجز، لعبور أبناء شعبنا محنته، في معارك تحرير المدن المغتصبة، والتي أوضحت أمريكا أنها بحاجة الى سنوات طوال، لإستراددها من الدواعش الأنجاس، لكن إصرار العراقيين وتضحياتهم الجسام، عبّدت الطريق نحو مرافئ الحرية، بعد أن طافت روح المرجعية الرشيدة عليهم، مسددة بتأييد من العلي الأعلى، وسيتحقق النصر النهائي بإذنه تعالى.

إنتهى الحديث عن بناء العراق كدولة، والصادقون من رجالات المسؤولية، سيكملون طريق الإصلاح الحقيقي، مستعينين بعناوين بارزة للمرحلة القادمة، وهما الخدمة والشباب، حين شهد البعيد قبل القريب، دقة حسابات أبناء تيار شهيد المحراب، عندما تلمس المستقبل وإستشرف إحتياجات الأمة، ومنح مساحات كافية للشباب، للإنخراط في العمل التنظيمي والسياسي، لأنهم محط فخر وتعويل لبناء عراقنا الصابر.

الشعب العراقي سيتمم طريق الإنتصار حتى النهاية، بوقفة نوعية صادقة في ميادين القتال، والشهادة، والصمود، وفي السياسة حيث المواجهة الباسلة ضد الدسائس والفتن، التي يحاول المأزومون والمتآمرون ترويجها، لتمزيق اللحمة الوطنية لبلادنا، لكننا نقسم بحرقة قلوب الأمهات الثكلى بفاجعة الكرادة، أننا سنقتلع الإرهاب عاجلاً أم آجلاً، لأن القتل لن يكسرنا، وسنوفر لأبنائنا الحرية، والكرامة، والأمان.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك