صناعة الحياة كيف وهل للحياة صناعة


شاكرعبدالقهار الكبيسي

نعم ان للحياة صناعة مثلما نصنع ثوبا او آلة لتخدمنا وتخدم مجتمعنا وأجيالنا ولتكون على مقاسنا وتريح بالنا وجهدنا فصناعة الحياة فن وعلينا ان نعيد صناعتها من جديد او على الأقل نرتب آفاقها ونصحح محتوياتها اذا لم تكن مناسبة لأذواقنا وتفكيرنا ونهج ديننا بعفوية وبنزاهة وبإخلاص ورُشد وكل منّا يستطيع ان يشارك في صناعتها حسب امكانياته وقدراته وأدواره يطورها يضيف لها يقرأ عنها يعمل فيها يوضح صور الجمال بين أركانها ويشير الى ايجابياتها ويقاوم سلبياتها في داره وفي مدينته في مدرسته ومقهاه الشعبي ...

في دينه وشرعه في سلوكه في تربية ابناءه كلنا يستطيع ذلك لكي نكتب للحياة ألقها وبريقها وطيب العيش فيها .وفي صناعة الحياة نستطيع ان نضع عناوين متعددة ونَبْرع في صياغة محتوياتها ..فعلينا ان نتعلم ماذا نقرأ ومتى واين وكيف ففي القراءة نُزهة وعلوم ومعرفة وتطور وسمو حال ..نعرف كيف نستغل اوقاتنا كيف نُتعب انفسنا قليلا ونصبر للوصول الى اهدافنا .كيف نربي أطفالنا وماهي اسس هذه التربية ..

كيف نختار ازواجنا وماهي مواصفاتهن ..كيف نسمح للمرأة وهي أمنا وحليلتنا وأخواتنا وبناتنا ان تشاركنا بصدق وفعالية صناعة الحياة بطرق جديدة وراقية .. كيف نلتقي مع رؤى الآخرين في الدين والدولة والمذهب حتى لو اختلفنا معهم طالما يكون عيشنا مشترك.. كيف نسمح لهم ان يمارسون طقوسهم الدينية بدون اكراه او ضغط.. كيف يشاركون في قرارت مصيرية تهم حالهم وأحوالهم ومالهم وأبنائهم.. 

كيف نسمح لهم بالتعبير عن همومهم وآمالهم .. كيف نرتقي بهم ومعهم في طرق العيش المختلفة .. صناعة الحياة لا يعني ما قلته سالفا فقط بل كل شيء نتلمسة في حياتنا بأيدينا او بأفكارنا كل شيء من مأكل ومشرب وملبس وسلوك ورقي وتحضر وايمان وتقوى واسرة ودور انساني يراعي الحرمات ويحترم الخصوصيات حتى لو ناقضت ما يقول وما يفعل ...صناعة الحياة يعني تخطيط وتنظيم ونهضة وحضارة لا تقتصر على مجال معين او قول معين بل تشمل جميع اشيائنا اذا اردنا ان نكون أفضل ..

عندما نفشل في مسعى معين فلا يعني انها النهاية بل يجب ان نستمر ونعالج أخطائنا ونستمر بأعمالنا بإرادة وأيمان وتوكل على الله والنظر الى آياته وأحكامه برؤى صادقة مرتبه وتنظيم ناجح . فأخطائنا قد تكون سببا لنجاحات مستقبلية كبيرة. موضوع طويل يحتاج الى صفحات طويلة فللحياة امتداد كبير كامتداد خلق الله في ارضه وسماءه ومياهه وبإرادة وعزيمة وإصرار نستطيع ان نروّض هذا الامتداد الواسع وما عليه لخدمة الإنسانية بحداثة وتحضر ومعرفة جامعة .

 نأمل ان يشارك الجميع بهذه القراءة الشاملة وبتناول مفصل عن مئات الآلاف من المواضيع الا يكفينا تصفح الأنترنيت في نفاهات لا تنفع البشرية ولا تخدم توجهات وأصالة اخلاقنا .

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك