كربلاء آهل السنة!!


عندما نكتب ضد الطائفية وعدم تمسك العراقيون بها كنا نسمع ردود أفعال فيها من مجافاة الحقيقة ما تنوء الجبال بحمله، لكننا لم نتوقف عن هذا الدفاع المبني على معطيات تميل دائما الى كفة خلو المزاج الشخصي العراقي من طائفية السياسيين، المناقضة لانتماء عراقي راسخ الجذور حيث الوطنية ليست مخصصة لفئة دون غيرها في مجتمع كان و سيبقى عراقي الهوى و الطموح وخجولا حد البكاء من العملاء و الفاسدين!!

واليوم جائنا الخبر اليقين من كربلاء في ذروة الاستعدادات لاحياء مراسيم زيارة عاشوراء حيث رفض آهلها و زائريها حملة لمنع آهل السنة من زيارة كربلاء للمحافظة على الأمن العام، فقد أظهر العراقيون رفضا قاطعا لهذا النوع من الدعاية حى لو كان بصيغة" كاميرا خفية" لجس نبض المواطنة بين العراقيين، حيث انتخوا لعراقية لا علاقة لها بمطامع السياسيين بقدر اصرارها على منع خلط أوراق الفتنة، أرسلوا اشارة حمراء لكل العازفين على وتر الفتنة ، حيث وصل حد الرفض لهذه الخطوة درجة الاعتداء بالضرب على منظميها و محاولات لتمزيق اليافطة التي وضعوا فيها " السنة" في دائرة حمراء تعبر عن رفض المرور الى كربلاء،مؤكدين بعفوية و مفردات غير منمقة براءتهم من الخطاب السياسي المخصص لتعميق الجراح، وأن أخوتهم لم و لن ينال منها الحالمين بدور على جثث الأبرياء في استنساخ مكروه لواقعة " الطف" ، قالوا بصوت مسموع " نحن عراقيون لا فرق بين شيعي أو سني أو مسيحي" لأن الجميع تعودوا العيش بوئام غير مفروض الا بارادة الله، وباستقرار مجتمعي هو أقرب الى جنة الله على الأرض، رغم اصرار الحاكم على تقليد أبليس في مغريات طرد نبينا أدم من الجنة.

كربلاء مدينة السنة هذا هو المنطق الحقيقي لدورة الحياة فزيارة العتبات المقدسة ثقافة مجتمعية لا يختلف عليها العراقيون في أحلك الظروف و من تجربة شخصية ليست للدعاية سأنقل حادثة لم أتطرق لها يوما " عندما كنت في غياهب السجن في تسعينيات القرن الماضي نذرت أحدى أخواتي الذهاب سيرا على الأقدام مع كبش فدية الى الامام موسى الكاظم عليه السلام في حال اطلاق سراحي وعندما تحقق ذلك نفذت الوعد و ذهبت الى باب الحوائج تشكره على تلبيه الباريء عز وجل لدعائه برفع الظلم " ،و بالمناسبة ايضا فان آهل السنة في الضلوعية و يثرب و عزيز بلد و الحويجة البحرية في جنوب سامراء لا يحتفلون بالأعياد الا عند ضريح السيد محمد " ع" في بلد.. بتأكيد على أن عراقيتنا خارج طوائفنا انها آخوة متوارثة تحتاج فقط الى رفع رماد الزمن السياسي كي تستعيد عراقيتنا ابتسامة تغطي ضوء الشمس!!.

كربلاء تنطق عراقيا وآهلها يحنون بصدق الى الالفة الاجتماعية لأنهم يعرفون جيدا أن التوزيع الطائفي في العراق ليس طريقا الى الفتنة و تخريب السلم الاجتماعي بل عقيدة متوارثة تؤمن بوحدانية الله وكتابة و قدسية أل بيت رسوله الكريم عليهم السلام، وهي ركائز جوهرية في وحدة الكلمة و صدق الانتماء ليلتقون مع أخوانهم السنة و باقي المؤمنين في منتصف طريق الولاء للوطن والتاريخ يحفظ في صفحاته مواقفا لسنا في باب الكشف عنها بوصفها علامة فارقة في تاريخ النضال الوطني، يضاف الى ذلك ان "طائفية العراقيين مناطقية"، حسبما يقول مرجع ديني، مشيرا الى خارطة التوزيع السكاني للعراق حيث من سكن كربلاء اضحى شيعيا بالانتماء بينما ابن عمه في كركوك سنيا بالولادة.. نحن عراقيون وهو أصل الحكاية من و أكثرها عذوبة في المفردات و الولاء من تاريخ مهبط الأنبياء مرورا بكل مراحل التاريخ المكتوب بغيرة دماء العراقيين على وطنهم.

رسالة من كربلاء يجب الاصغاء اليها و التفقه بمضامينها و دروسها المستقبلية البليغة.. نحن عراقيون ابا عن جد .. تفرقنا أهواء السياسيين و يجمعنا حب الوطن، لذلك يشن المغامرون حملة هوجاء ضد كل صوت يدعو لتفعيل الخطاب الوطني و رفض التقسيم، بينما يتحدث آهالي كربلاء بصوت مسموع نيابة عن العراقيين " نحن ابناء بيت واحد يتنفس عروبة الاسلام ولا تنحني جباه أبنائه الا لرب العزة و الجلالة و الدفاع عن العراق الواحد المستقر".

 

شاكر الجبوري

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك