الجراح المنتصرة


أروحك هذي أم عطاياك تُسكبُ؟

وجرحُكَ يشدو أم دماؤك تغضبُ؟

تبرعَمَ فيكَ المجدُ وانداحَ كالصدى

يرنّ بآذان الزمانِ ويَطرَبُ

وأنت به أفقٌ تناهى وما انتهى

ودنياً لروح الخلدِ تُملي، فتكتُبُ

وآهاتُكَ الّلائي حفرْنَ نفوسَنا

سيولدُ فيهنّ الشموخُ ويُنجب

وتولدُ من أحلامكَ الخضرِ ثورةٌ 

فأنتَ لها أمٌّ وأنتَ لها أبُ

ستحيا وتنمو في العصورِ وترتقي 

مشاعل تِيهٍ ، ذروةَ النصرِ تطلب

وسيفٌ غبيٌّ خاب ظنّاً، فحدُّهُ

يخطّ انهزاماتٍ ونحرُكَ أغلبُ

ودونكَ تصحو ألفُ شمس وتنطفي

لتبقى بها الذكرى البعيدةُ تندُبُ

ويطلع من خلف السراب مغيّبٌ

وآخرُ يأتي ، ثم ينأى ويذهب

وقد تزدهي تحتَ الرمادِ مدامعٌ

ليبزُغَ من بين المجرّات كوكبُ

ولكنّه مهما تعلّق في السما

سيذبحُهُ سيفُ النهارِ المُجرّب

******

ويا واهباً لونَ الدماء بريقَهُ

تجدّدَ فتحٌ من رؤاكَ مذهّب

ويا صرخةً يروي الظِماءَ نميرُها

ونبعاً من الاصرار، هيهات ينضب

ويا غاية الاحرار، جرحُكَ لم يزلْ

يصولُ على أنفِ الطُغاة ويضرِبُ

ويرسمُ درباً للأباةِ منوّراً

ونصراً مبيناً لا يُشابُ ويُحجَب

كأنك أعطاك(الحسينُ) جنَانَهُ

ونحراً يحَارُ الفكرُ فيه ويتعب

تناغمُ في غيبِ السماء عروقُهُ

بلحنٍ الى خفق الملائك أقرب

قياثرُهُ شدّت الى الفجر رحلها

فأوتارُها الأوداج وهي تخضّب

لترفضَ صوتاً بالخنوع منعّماً

وتحطمَ شدواً للتخاذل يُنسب

هناك على عَزفٍ من الدم مفردٍ

سيرقصُ شريانٌ لينزفَ غيهب

*****

مهند جمال الدين

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك