حشد المساكين


مِلحُ العراقيْ ولا مِلحٌ يعادله.. 

زادُ العراقيّ طَعْمٌ مالهُ كُفُؤُ.. 

كلُّ الحصاراتِ لم تُعجفْ موائدَهم 

ماتوا وما جاعَ ضِيْفانٌ لهم وما ظِمؤا... 

من هذه الخَلْطةِ العلياءِ طينتهُم:- 

الموتُ في حبِّ أهل البيتِ لا الحَمَأُ.. 

منذ الحسينِ ووعدُ الحرِّ بصمتُهمْ 

كانوا كذلكَ مُذْ كانوا وما فَتِؤا... 

هل أخطأوا ربَّما أخطأوا ربَّما

أمرُ الإله قضى أن يجريَ الخَطَأُ..

ليس العراقيُّ مَنْ يُزري بذمتهِ 

دعْ عنكَ هذا الذي يلغو به الملأُ..

تأريخُهم مثلُ كلِّ الزيفِ مِحْبَرةٌ

حُبلى بماءِ الهوى أَعمى بها النبأُ...

سبيلُ معرفةِ الإنسانِ واقعهُ

لا سرَّ في عالمِ المرآة يختبئُ...

انظر لهم تراهم في الحشودِ دَمَاً 

يُلقى فتُجلى به الأوضارُ والصَّدأُ..

جاؤوا كمثلِ ربيع الأرضِ زينتُهم 

وشمُ الحسينِ على السيماءِ يتكئُ.. 

راموا الإخاءَ فلم تُقبَلْ أُخوَّتُهم.. 

ردّوا الإساءةَ بالإحسان فازدُرِؤا

لم يَهجسوا خِيفةً .. لم يَهجموا غيِلةً.. 

جاؤوا إلى القومِ بعد الحربِ ما ابتدأوا...

جاؤوا عُراةً وقلبٌ في جوانحهم 

يمشي إلى الموت بالأشواقِ مُمْتَلِئُ..

جاؤوا وتهليلُ وجهِ اللهِ رائدُهمْ 

لم يقرأوا رَجَزاً لكنهم قرأوا: 

هذي الحشودِ مساكينٌ بقافلةٍ

فيها الحسينُ وليس الماءُ والكلأُ ...

 

بقلم: لطيف القصاب

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك