كربـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلاء


صلاح الخاقاني

 

من شهقة النور من أعراس ملحمة    من الف دهر توارى دون ذا الشمم

من نازف الصمت إذ أطغى فأوقفه    صوت لصرخة ظمآن وقدس دم

من واحة أُترعت ضوعا.. مساربه          خفق الملائك أسرابا على حرم  

من قبسة تستفز الضوء مذ أزل     ذي كربلاء وكل الكون من عدم 

ذي كربلاء بما ضمّت مقدسة     من رملها من نمير الماء من نسم

كم هادلاتٍ على غصن القباب شدت     فيها وأهرق صدّاح صدى نغم 

وكم أسارى لها في الحب ما فترت     لهم قلوب بنجواها  عن الضرم

وكم نبيين أدمى حد جفنهم     خيط الدموع بواديها من الغمم 

مازال ينشر فرقانا مؤرخها     على متون  حكايا المجد والالم

عن مفزَعين لما ألقته جذوتها     على الدروب وما غذت الى قمم

وفازعين كأن الماء تربتها     وفسحة العيش والآتي من الحلم 

عن الذين على الآفاق شاخصة     لهم أكف.. شموس في سما الشيم 

مذ أرخصوها قرابينا لموعدهم     مع الحسين بزحف من هوى عرم 

وهاتف من ثراها ـ في الزمان ـ لمن     أرخى خطاه بغير اللاحب استقم 

وثائرين بكل الارض تزرعهم     ذكرى الطفوف شرايينا من الحمم 

وسائرين يحثون الخطى لهفا     فلا تميز بين القلب والقدم 

ذي كربلاء مسيل من شجى ودم           ومن مسلّمِ طغيان لمستلم 

خطبا فخطبا تلقتها وآخرها     عهد الذي ما ونى يوما عن النقم 

القائد.. الفذ في صنع الدمار وما             يحشّد الموت والآهات كالديم 

كانت بأيامه شمّاء جلّلها                        كبر برغم سياط القهر والسقم 

وكان في يومها الممتدِ مشرقه      زهوا .. بفرط مزيج العار والجرُم

دلالة أن شمس الله راسخة      وما عداها مسارات الى ظلَم  

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك