(الحلقة الثانية) - معاني الامامة والامام

1201 2016-03-06

المعصوم الصنف الارقى والاكمل في الكائنات:

المعصوم؛ سواء كان  اماما هاديا او نبيا نذيرا ، لابد ان يحوز كل الصفات الانسانية الراقية لكونه الصنف الارقى في الكائنات، وغاية الكمال الذي تسعى له ، وباعتباره المعنى الحسن بخلق الناس كارقى الموجودات  واكملها، ولذا لابد له ان يعرّف نفسه للناس. فمنطقي؛ فالادنى لا يستوعب فهم الارقى، والامام علي عليه السلام يقول: (العالم يعرف الجاهل لانه كان جاهلا ولكن الجاهل لايعرف العالم لانه لم يكن عالما)(3 ).

وهكذا فالانسان يعرف الحيوان ويصفه بدقة؛ لانه في جزء منه كان حيوانا والحيوان لا يعرف الانسان لانه لم يكن انسانا في أي ميزة انسانية.

فالإمام هو الإنسان الوحيد على وجه الأرض الذي يستطيع أن يصف نفسه بكل معاني الحسن الرباني باعتبارها حقيقته، وميزة تكوينه، وليس مدحا كما نظن نحن، فنحن نظن انه مدح لانها معاني للغايات السامية للكائنات، وانما الامام يدعو الناس إليه بها ( بميزات الكمال)، ومع هذا فلم ولن يجد اعداء آل محمد وهم على راس السلطة من قول المعصوم او فعله ما يستقبحونه ليشهروا به، كما لو أن أحداً غيره مدح نفسه، فمن مدح نفسه بما ليس فيه فضحه الله تعالى ان لم يفضحه الناس خوفا كما كان يحدث مع ملوك بني امية او بني العباس كما سنرى في تالي البحث انشاء الله تعالى.

فعندما يصف الامام المعصوم نفسه فانه لا يمدح نفسه، انما يعرّف بصفة معاني الحسن التي تكمن في تكوين الامامة في خلق الناس.

يبين الامام الهادي المعنى الحسن في خلق الناس الذي عرفناه بالامامة في ما نجده؛ في الزيارة الجامعة الكبيرة من خلال وصف المعصومين، والزيارة الجامعة هي ترجمة لما حبى الله آل محمد صلوات الله عليهم ووصف رسوله وتعريفيهم انفسهم للناس وكما موجود في القران وصحاح مصادر الحديث عند كافة المسلمين، ولا يخص الامامية فقط.

فالحقيقة، ان الامام المعصوم حظي بلطف الله تعالى عليه وعلى الناس ليرتفع عن عقله القصورات كلها ليصيب الحق وليتنزه عن الظلم كقدوة حسنة لمن اراد السير الى المحسن المطلق، كما حظي البشر بلطف الله تعالى ليمنحهم العقل الذي يميزون به الحسن من القبيح والحق من الباطل وليمتلكوا به نور الايمان الذي يعرفون به ائمة الحق ويلحقهم بسراط الهدى وحد الجنان.

ولبيان معنى هذه الحقيقة علينا تتبع المعاني التالية لنعيّ جزء من ماهية الامام الحق...فما سما من المؤمنين بعقله، فهم عليهم السلام اسمى منهم:

2- الأيمان نور:

الإيمان؛ مرحلة  رقي إنساني با تجاه المعصوم باعتباره الإنسان الكامل.

فعن الإمام الباقر (عليه السلام) - في تفسير قوله تعالى: (الله نور السماوات والأرض - إلى قوله - ويضرب الله الأمثال للناس)  

( فهذا مثل ضربه الله للمؤمن، قال: فالمؤمن يتقلب في خمسة من النور، مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور) .

وعن  رسول الله (صلى الله عليه وآله):( مثل المؤمن كمثل العطار، إن جالسته نفعك، وإن ماشيته نفعك، وإن شاركته نفعك) . 

عنه (صلى الله عليه وآله) أيضا: (مثل المؤمن مثل النخلة، ما أخذت منها من شئ نفعك)  .

عنه (صلى الله عليه وآله) أيضا: (مثل الرجل المسلم مثل شجرة خضراء لا يسقط ورقها ولا يتحات، وهي النخلة) . 

عنه (صلى الله عليه وآله) كذلك:( مثل المؤمن مثل السنبلة، تميل أحيانا وتقوم أحيانا)  .

 عنه (صلى الله عليه وآله) أيضا: (مثل المؤمن مثل السنبلة تستقيم مرة وتحمر مرة، ومثل الكافر مثل الأرزة لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر) . 

المصادر:

   1) الانعام – 124.

   2) الروم – 30.

   3) غرر الحكم ص 74ح1141- 1144.

   4) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 103.

   5) كنز العمال: 726

  6) كنز العمال: 727

  7) كنز العمال: 791

  8) كنز العمال: 730،

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك