فائدة حنون مجيد
تعدُّ ثورةُ الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) من أعظم ثورات التأريخ إن لم تكن أعظمها على الاطلاق، لأنها ثورة الحق على الباطل وثورة الحقيقة على الخديعة، يقودها رجلٌ يكاد يكون مفرداً إلاّ من أهل بيتهِ الكرام ونفر من مؤيديه النجباء الذين تقدموه في التضحية والفداء.. من هذا المنطلق يمكن تقويم ثورة الإمام أبي عبد الله، على إنها الثورة الأكبر التي اتسع امتدادها على أربعة عشر قرناً وما تزال.. إنها الثورة التي تحوّل فيها الدم المسفوح الى حياة، والظلمة الى نور يهتدي بهِ الثوار والمناضلون في مختلف أرجاء الأرض.. لقد شع نور الإمام الحسين (عليه السلام) وثورته على ظلمات أعدائه الظلَمة والفاجرين.
إن من يلقي نظرةً فاحصةً على غاية الثورة الكبرى، يجد أنها ثورة البعد الإنساني الخالص التي لا تشوبها شائبة المطامع الخاصة والأبعاد الضيقة.. أنها ثورة الإنسانية، وثورة الكلمة الحرة والفعل الحاكم على معاقل الظلم والفحش والرذيلة ومطامع الحكم والاستبداد وحب الحياة وبهرجتها ومحاكاة أباطرة الشعوب المغلوبة والابتعاد عن حياة بسطاء الناس وتواضعهم، أنها في الحقيقة ثورة الحياة على الموت ولو بالموت نفسهِ، فشهادة الإمام الحسين (عليه السلام) لم تكن موتاً ،بل هي حياة جديدة وخالدة وفيها من الإشعاع ما ينير حياة الشعوب.. إن الامثلة التي ضربها موقف الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يواجه الآلاف من خصومه، تُعدّ دروساً يقتدي بها ثوار الحق والفضيلة في كل زمان ومكان.. فإلى الإمام نعلن ولاءنا.. وعلى هدى مبادئهِ نسير..