يقول انطوان بارا صاحب كتاب \الحسين في الفكر المسيحي\ إن سيرة الإمام الحسين والعقيلة زينب (عليهما السلام) لم يشهد لها التاريخ الديني والوضعي مثيلا، وفي تصريحات اعلامية له يشير الى: \إن سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) العطرة جذبتني أيما جذب لأن أخوض في فقرأتها وتأملاتها فوجدتها تستحق أن توضع في كتاب يمثل إضافة متواضعة لتلك السيرة العظيمة، وأنا أفخر بهذا الكتاب من بين (15) مؤلفا ألفته، ولم أعد أستطيع تأليف مثل هذا الكتاب برغم إنه أول مؤلفاتي وذلك بسبب بركة الحسين..\.
ويشير الى ما لفت انتباهه في شخصية الإمام الحسين (عليه السلام) هو غيرته على العقيدة واستعداده لبذل الغالي والنفيس من أجلها، فكان خطابه (عليه السلام): \لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر\، وليس كما أوّل بعض المغرضين بأنه رفض البيعة وكان يرنو الى كرسي الحكم، ولكنه كان ينظر الى مستقبل العقيدة وكان يريدها أن تصل ناصعة ومتلألئة الى الأجيال التالية\.
ويؤكد إن معظم المستشرقين، الذين تناولوا التاريخ الإسلامي وقضية كربلاء قد أنصفوا قضية الحسين (عليه السلام) وتفهموها جيدا، ووجدوا فيها جوانب إنسانية وإيمانية.
ويذكر أن من أبرز ما كتبه في كتابه \الحسين في الفكر المسيحي\ مقولته: \لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر ولدعونا الناس الى المسيحية باسم الحسين (عليه السلام)\.
جدير بالذكر ان سيرة الكاتب بارا حافلة بالمنجزات الثقافية، فقد درس البكالوريا منهاج عربي فرنسي في كلية الملكيين الكاثوليك الخاصة، ودار المعارف الإسلامية في مدينة يبرود بمحافظة دمشق، وأكمل دراسات وبحوث عليا في الأدب العربي واللغة الفرنسية والتاريخ الإسلامي وفلسفة الأديان وأصول العرفان في جامعة الكويت ومعهد فولتير السوربون ومركز التدريب الدولي للصحافة في (غرينوبل) بفرنسا، وقد أدرجت العديد من هذه الدراسات والبحوث في مناهج كليات الدراسات الشرقية التي تعنى بالدراسات الإسلامية والمسيحية الشرقية في جامعات عربية وغربية.
وعمل في الإعلام العربي منذ عام 1963 صحفياً ومذيعاً ومقدماً للبرامج الثقافية والحوارية - إذاعة - تلفزيون، ومارس الصحافة في الكويت محرراً ومراسلاً حربياً في إفريقيا وآسيا والبلقان، وتولى إدارة تحرير صحف ومجلات وإصدارات متخصصة في دور (القبس - الأنباء - اليقظة - الدار) ويتولى حالياً رئاسة تحرير مجلة (شبكة الحوادث) الثقافية الشهرية المنوعة، ومذيعاً للأخبار ومقدماً لبرامج ثقافية وحوارية في قناتي (الكوت والعدالة).