الثقافة والأدب في عصر العولمة

1463 2014-02-06

 طالب عباس الظاهر

إن أهمية دور الثقافة والمثقفين في حياة البلدان والشعوب والأمم.. لعله أمر لا يختلف عليه اثنان، كذلك في عملية تنمية وازدهار تلك الأمم والشعوب والبلدان، وبث الروح الإيجابية في كياناتها ، وإقامة أُسس حضارتها، وكذلك في محاولة اعادة البناء الثقافي للمجتمعات الإنسانية بإعادة صياغة مفردات حياتها.. وفق منظور حياتي متفاعل، ومتطور مع مستجدات الزمن، عبر الاستجابة الواعية لمتغيرات الحضارة ومتطلباتها.. متمثلاً ذلك في تشذيب اليومي والمعاش من الممارسات والنشاطات وطرائق التفكير، وغيرها من متطلبات في حياة الأمة.. كأمة أو كأفراد ومجتمعات، خاصة حينما تتعرض مثل تلك الشعوب الى اهتزازات عنيفة من صميم كياناتها المادية والمعنوية ، مستهدفة جوهر وجودها الحضاري والإنساني، كوقوعها تحت نير الحروب أو ظلم الحكومات الشمولية أو الكوارث الطبيعية وغيرها.

لذا أقول بجوهرية رسالة الثقافة من أجل ترميم مثل ذلك التصدع المادي و المعنوي الذي قد أصاب هذا الجانب أو ذاك من حياة ووجود هذا الشعب أو ذاك.. نتيجة مثل تلك الاهتزازات العنيفة.. ولازال الأدب كجزء هام من الثقافة، يتمتع بالبريق الأخاذ الذي لا يمكن أن يخفت، بالرغم من كل التحديات الحياتية التي يشهدها عالمنا اليوم، بل ورغم كل المتغيرات العصرية التي عصفت بقيم الإنسان من خلال توافد الثقافات من شرق الأرض وغربها ، وشمالها وجنوبها من خلال الفضائيات والأنترنيت، ودخول التقنيات العلمية الحديثة في عملية التلاقح الحضاري ما بين شعوب الأرض، وهي بلا ريب ستتلاعب بمقدراته، وتأثر فيه تشكّل ذائقته الجمالية والأخلاقية، وهي تحاول أن تبدّل موازين خياراته، بالانحياز لهذا الاتجاه أو ذاك.. خاصة المادية منها على حساب الروحية؟

ورغم كل الأصوات المتشائمة حول مستقبل الأدب خاصة من قبل أولئك المنبهرين والمنادين بالعولمة .. المرجحين موت الأدب في خضم هذا التزاحم الثقافي ما بينه وبين العلم وتطورات الحضارة المضطردة.. وطبعاً يحصل هذا لشدّة التصاق الأدب بالإنسان من خلال معايشة الأديب الشعورية لمفرادت الواقع، بأدق تفاصيل الحياة والإنسان، ومن ثم عكسه لها، من أجل وضع الحلول لمعضلاتها ومشاكلها، والتخفيف الجمالي عن كاهل الإنسان.

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك