افتتاح النشاط الاعلامي للعتبة الحسينية المقدسة في السفارة العراقية بباريس


افتتح اليوم في مقر السفارة العراقية بباريس النشاط الاعلامي والثقافي الذي تقيمه العتبة الحسينية المقدسة، بحضور السفير العراقي اسماعيل شفيق محسن وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي في السفارات العربية والاجنبية، ونخبة من أبناء الجالية العراقية في فرنسا وبعض الشخصيات الفرنسية الناشطة في مجال الثقافة والاعلام.

وضمّت فقرات النشاط إلقاء كلمات الوفد الإعلامي للعتبة الحسينية المقدسة، وعرض فيلم وثائقي عن العتبات والآثار والتراث في المدينة، ثم افتتاح المعرض المصور الخاص بالمدينة المقدسة مع المعرض المصور للمتحف الحسيني، وعرض المطبوعات التي يقوم قسم الاعلام بإصدارها بلغات متعددة.

وابتدأ حفل الافتتاح بكلمة السفير العراقي الذي رحب بوفد العتبة الحسينية المقدسة قائلا: نرحب بإقامة هذا النشاط الاعلامي والثقافي للعتبة الحسينية في اروقة السفارة العراقية في باريس، وهو بالتأكيد علامة مضيئة في تاريخ الحضارة والثقافة العراقية. مؤكداً: اننا ندعم ونشجع على اقامة مثل هكذا فعاليات تعرّف المجتمع الغربي بثقافة وحضارة بلدنا العراق.

رئيس الوفد حسن علي كاظم قدّم كلمة الوفد الزائر متوجهاً بالشكر الجزيل للسادة في السفارة العراقية لما أبدوه من تعاون كبير وجهود مخلصة، في سبيل انجاح هذا النشاط الذي يتعلق بمدينة كربلاء المقدسة وتراثها وآثارها.

وقال: لا يخفى عليكم ما يمر به العراق من تحديات مصيرية تعصف بوحدته، ووجوده، وآخر هذه التحديات كما تعلمون هي الهجمة الشرسة للعصابات الارهابية التي استباحت مساحات شاسعة من العراق منتصف العام 2014م وقتلت الآلاف من العراقيين دون تمييز بين مواطن وآخر، ولكن ارادة الشعب الذي تمتد حضارته لعشرات القرون أبت إلا ان تستجمع قواها وتتصدى لهذه الهجمة الشرسة، من خلال التعاون الملحمي الذي أبداه العراقيون جميعاً من كافة الطوائف مؤطراً بالفتوى المعروفة للمرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف.

وأضاف كاظم: لقد كان دور العتبات المقدسة وبالخصوص العتبة الحسينية دوراً محوريا في حث المواطنين للتطوع من اجل الدفاع عن العراق، ودعم (الحشد الشعبي) الذي اصبح بدوره مؤسسة رسمية أقر قانونها البرلمان العراقي، وقد ضمّت ألوية من السنّة والشيعة والمسيحيين ومن كافة الاقليات الاخرى، علماً ان الحشد الشعبي ورغم انه أضطلع بمهمة تحرير الارض من العصابات الارهابية، فقد اظهر انضباطاً كبيراً ومتميزاً ومشهوداً في الحفاظ على ارواح المدنيين وممتلكاتهم والممتلكات العامة، متمسكاً بوصايا المرجعية الدينية التي حرمت التجاوز على الابرياء..

وتابع: ان العتبة الحسينية ساهمت في مشاريع استثمارية وتنموية وخدمية ملحوظة، للنهوض بمستوى التنمية في العراق بشكل عام وكربلاء بشكل خاص.

مستشار الاعلام والمشرف على الاصدارات الفرنسية د.علاء التميمي أكد في كلمة موجزة ان من بين الأنشطة التي أولتها العتبة الحسينية اهتماما بالغا هو قطاع الاعلام و تحديدا الاعلام الدولي، حيث شرعت بتأسيس مركز الاعلام الدولي الذي من مهامه الانفتاح على العالم الخارجي لتسليط الضوء على الجوانب الثقافية والحضارية للعراق بشكل عام و مدينة كربلاء و العتبات المقدسة بشكل خاص.

مضيفاً: ان مركز الاعلام الدولي قد اضطلع بدورين أساسيين، الاول هو رعاية التبادل الثقافي والإعلامي بين العراق والعالم من خلال تنظيم برامج استضافة للعديد من المؤسسات والشخصيات الثقافية والإعلامية والدينية من مختلف دول العالم بما فيها فرنسا حيث تم استضافة العديد من الشخصيات الثقافية والإعلامية والدينية الفرنسية لزيارة العراق والتعرف على واقعه عن كثب، والدور الثاني تركزَ على إعداد وإصدار المجلات والكتب والكراسات بعدة لغات على سبيل المثال تم إصدار مجلة تحت عنوان (النهضة الحسينية) باللغات الانكليزية و الفرنسية و الألمانية و التركية و الاوردية و الفارسية تشرف عليها خبراء متخصصون باللغات المذكورة و لي الشرف ان اشرف على النسخة الفرنسية من هذه المجلة حيث تطبع هذه المجلات و توزع في مختلف دول العالم. علما ان هوية هذه المجلة هي ثقافية إسلامية تهتم بنقل صورة إيجابية عن الاسلام والمسلمين.

وختم: د.التميمي مبيناً ان المركز قام بإطلاق عدة صفحات في موقعه الالكتروني باللغات الانكليزية والفرنسية والاوردية والفارسية، مهامها نقل الأخبار ونشاطات العتبة الحسينية المتعددة.

ثم تلى نقيب الصحفيين في كربلاء نعمة عبدالكريم كلمته مبيناً: ان العراق شهدَ بعد عام ٢٠٠٣ تحولاً كبيراً في مجال الاعلام والثقافة والفنون، ومع ان هذا التحول الكبير منح قدرا مهماً من حرية التعبير إلا ان الاعلام حصراً والثقافة بوجه عام واجهت تحديات جمّة يقف على رأسها الارهاب، حيث قدم العراق ما يقرب من ٤٠٠ صحفي سقطوا ضحايا العنف و الاٍرهاب فضلاً عن مئات الجرحى.

أضاف عبدالكريم: اما في مدينة كربلاء فقد قدّمَ إعلاميو وصحفيو كربلاء تضحيات كبيرة من خلال مشاركتهم الفعالة في التغطية الإعلامية لسير المعارك ضد الاٍرهاب ضمن تشكيل الاعلام الحربي.

وتابع: فيما يخص وسائل الاعلام الاخرى فإن مدينة كربلاء تزخر بالعديد من مقرات القنوات الفضائية التي تَبث من المدينة، اضافة الى مكاتب القنوات العراقية والدولية والاذاعات ووكالات الأنباء والصحف والمجلات، فضلاً عن دخول قرابة 500 وسيلة إعلام محلية ودولية، لتغطية الزيارات المليونية التي تشهدها كربلاء كل عام. 

مذكِراً بدور نقابة الصحفيين العراقيين ومقرها العام، في دعم الصحفيين والدفاع عن حقوقهم ضمن قانون حقوق الصحفيين الذي أقره البرلمان العراقي، وقد تصدت النقابة من خلال مرصد الحريات المنبثق منها، للدفاع قانونياً عن الصحفيين وخلق مناخات آمنة قدر المستطاع ليستطيع من خلالها الصحفي العراقي ان يعمل بحرية، حتى اننا يمكننا القول بعدم وجود أي صحفي عراقي في السجون.

وختم عبدالكريم موضحاً: ان واقع الثقافة متميّز في العديد من المراكز الثقافية في المدينة متمثّلة باتحاد أدباء كربلاء ونادي الكتاب والملتقى الفلسفي، فضلاً عن الحركة المسرحية العريقة لمدينة كربلاء، حيث احتفلت مؤخراً بمرور مائة عام على تأسيسها، وقد أنجبت العديد من عمالقة المسرح في العراق.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك