الاسلام في جزر القمر

1888 2013-09-07

ترجمة واعداد : حيدر المنكوشي

لم تقتصر مبادئ الدين الإسلامي على عرق أو قومية محددة أو على نطاق الرقع الجغرافية ولم يكن هنالك حاجز يمنع إيقاف هذا المد الذي ما لبث أن يتطرق إلى ابسط الأمور والتي تخص جميع المجتمعات خصوصا تلك المبادئ التي ترتبط بأهل بيت النبوة (عليهم السلام)

فقد عانت العديد من الدول من تسلط بعض الأنظمة الدينية والتي تفرض على المجتمعات الكثير من القوانين وهي من اجتهادات شخصية  ومنها جزر القمر الذي عانت الويلات في أنظمة متعددة والتي وجدت ضالتها في الدين الإسلامي، ويعتقد إن دخول الدين الإسلامي في فترة النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم ، وذلك لقربه من الدول العربية كسلطنة عمان والتي تعلم منها اللغة العربية.

وتعدّ جزر القمر من جُملة الدول الإسلامية الموجودة في شرق إفريقيا في المحيط الهندي، التي استعمرها الفرنسيون في القرن التاسع عشر الميلادي، وبعد عدَّة محاولات من الجانب البريطاني والألماني في السيطرة على الجزيرة، ورَفْضِ السلطان القمري لهذه الضغوط قَبِلَ السلطان في نهاية الأمر بأن تكون جزر القمر تحت الحماية الفرنسية، وبالعام 1912م صدر قرارٌ صارت هذه الجزر مِن بَعْدِه مستَعْمَرَة فرنسية.

وظلَّت هذه الجزر تُحْكَم كجزء من مدغشقر إلى أن صدر دستور الجمهورية الفرنسية الرابعة عام 1946م، وحَصَلَت على قَدْرٍ من الاستقلال والحكم الذاتي، وفي عام 1968م حَصَلت على استقلال داخلي، وصار لها مجلس حكومي يرأسه رئيس الوزراء.

 ويعدّ حسن بن عيسى حاكم البلاد الشيرازي في القرن السادس عشر اول من قام بحملة تشييد واسعة  للمساجد، وفي القرن التاسع عشر بدأ الشيخ عبد الله درويش ممارسة الشعائر الإسلامية في جزر القمر، وقد ألف كتب تندرج تحت باب الأدب الإسلامي باللغة السواحيليّة وهي اللغة الرسمية في البلاد.

الإسلام والدور السياسي

كان المناخ الاقتصادي والفوضى السياسية منذ الاستقلال في 1975 ضارة لتطوير حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. وقد سعت الفصائل المتناحرة لحشد التأييد الديني على حد سواء لدعم السلطة والمنافسة السياسية والتفاوت الاجتماعي. وقد اعتمد الخصوم السياسيون على تفسيرهم الخاص للقرآن والحديث، والدعوة الإسلامية لتصحيح الفساد السياسي. اما المنظرون الإسلاميون فقد استخدموا وجهات نظر إسلامية لتحدي الحكومة، وقد قام الأوروبيون بتدريب المسؤولين الحكوميين لتطبيق الأيديولوجيات السياسية الغربية والعلمانية مع الاستمرار في دعم قادة الجمعيات الإسلامية. 

الحركات المتطرّفة وتأثيرها

بالرغم من المساحات الواسعة الصالحة للزراعة والثروة السمكية الهائلة التي يمكن ان تكون احد الموارد الاقتصادية المهمة للبلد لكن بقيت البلاد تحت التدخلات الخارجية والتي انعكست سلبا على دخل الفرد وقد تم استغلالها من بعض الحركات المتطرفة التي تنطلق من الأسس الإسلامية خصوصا بعد ازدياد الفكر الإسلامي السياسي من قبل الطلاب العائدين من الدراسات الإسلامية في الخارج والتي تأمل هذه الجماعات في إنشاء جمهورية إسلامية مستغلة الظلم والفوضى داخل الحكومة القمرية.

المساجد

تنتشر مئات المساجد في جميع أنحاء الجزر فضلا عن المدارس الإسلامية العديدة. عمليا فإن جميع الأطفال يحضورون المدارس القرآنية لمدة سنتين أو ثلاث سنوات وتبدأ عادة في حوالي سن الخامسة وهناك يتعلمون أساسيات علم اللغة العربية والإسلام. في المناطق الريفية فإن الأطفال يقومون بحضور هذه المدارس التي تكون في بعض الأحيان بعيدة عن المنزل ويقومون بمساعدة المعلم في العمل على أرضه. في عام 1998 افتتح المسجد الكبير الجديد بتمويل من أمير الشارقة في موروني. كثيرا ما يتم زيارة مقابر رجال الدين ومؤسسي الطرق الصوفية في المناسبات الدينية.

الشيعة في جزر القمر

تمرّ جزر القمر التي انضمت إلى جامعة الدول العربية عام 1993م والواقعة في قناة موزمبيق بظروف استثنائية غير مسبوقة في تاريخها منذ تولي الأستاذ أحمد عبد الله محمد سامبي مقاليد الحكم فيها عام 2006 بانتخابه رئيسا للجمهورية و هو أكثر رؤساء هذه البلاد إثارة للجدل والتي تصفه الدوائر الشيعية بأنه أبرز رجال الدين من القارة الأفريقية ممن تتلمذوا على يد سماحة المرجع المدرسي دام ظله طوال سنوات في حوزة الإمام القائم المنتظر وذلك بعد أن استبصر على يد سماحته وانتقل من المذهب السني إلى مذهب أهل البيت (عليهم السلام)وتحول إلى مُبّلغ كبير للتشيّع في جزر القمر.

والملاحظ أن آثار تشيع الرئيس سامبي لا تقف عند حدّ حياته الخاصة فحسب، بل بدأ بافتتاح عدة مراكز ومؤسسات لنشر فكر اهل البيت (عليهم السلام) وقد منحها كل التسهيلات والامتيازات وسخر لها أجهزة الدولة المختلفة، لتعمل تلك المراكز على تشييع الشعب القمري في منطقة حيوية ومهمة في خارطة العالم لما لها من ميزات جيو- استراتيجية حيث تعتبر الارخبيل احدى المناطق التي تعبر فيها ثلثا ناقلات بترول العالم القادمة من دول الخليج البترولية.

سامبي ودوره في نشر فكر اهل البيت (عليهم السلام)

أحمد عبد الله محمد سامبي باعلوي الرئيس السابق لجمهورية القمر الاتحادية الإسلامية. درس العلوم الإسلامية في السعودية لمدة أربع سنوات ثم في جامعة أم درمان بالسودان لمدة عام. استطاع أن يجمع حوله قاعدة جماهيرية واسعة تمكّن من خلالها أن يصبح أول رئيس منتخب لجزر القمر منذ استقلالها عن فرنسا. لتتواصل حملات التشويه الإعلامية الفرنسية والأوساط اليسارية، والتي تستهدف تشويه صورة أحمد عبد الله سامبي، ووضعه في موضع الدفاع لتسهيل عملية إخضاعه للسياسات الفرنسية التي يعارضها بشدة. لكن تلك الحملة جاءت بنتائج عكسية؛ إذ كانت من الأسباب الرئيسة لفوزه. وبسبب بعد العرب عنه أعلن تشيّعه واستغل ضعف معرفة الشعب بالدين وتقصير علمائهم الشافعية فسعى حثيثا لنشر فكر أهل البيت (عليهم السلام) في جزر القمر فأبرم على إثرها اتفاقيات مع إيران لفتح المدارس الشيعية في البلاد وإرسال المدرسين إليها .

الحملة الوهابية على شيعة جزر القمر

 تصاعدت حدة الحملة الوهابية ضد المسلمين الشيعة بجزر القمر وسط اتهامات سلفية مزعومة ومكررة بوجود دعم من جهات ودول معينة بالوقوف وراء التوجه الحاصل لدى أغلب سكان تلك الجزر نحو فقه وتعاليم اهل البيت (عليهم السلام).

وتقول صحيفة "الوطن" القمرية، الناطقة باللغة الفرنسية ، في خبر نشرته إن جامعة جزر القمر كانت أول من خصص ندوة سياسية لمعالجة ما يراه القائمون عليها بالاجتياح الشيعي للجزر والخطوات المطلوبة لمواجهة الأمر.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور سعيد برهان عبد الله نائب رئيس الجامعة وعميد كلية الإمام الشافعي قوله بأن جامعة جزر القمر تنظم كل عام ورشة عمل حول موضوع معين وهذه السنة تم اختيار موضوع "الشيعة وخطرها" حسب قوله.

وعن أسباب اختيار الجامعة لهذا الموضوع قال سعيد برهان "إن سبب اختيار هذا الموضوع يعود إلى ما تشهده البلاد في الفترة الأخيرة من انتشار المذهب الشيعي". مضيفا بأن من واجب الجامعة ابداء رأيها في مختلف المواضيع، على حدّ وصفه.موضحا بأنه تم خلال الملتقى عقد سبع جلسات بمعدل ثلاثة بحوث لكل جلسة.مشيرا إلى أنه تم تقديم البحوث التي كانت قد وزعت إلى عدد من العلماء والتي تتناول وسائل انتشار الشيعة في جزر القمر وإفريقيا وأسباب انتشارها .

هذا وتقول مصادر بموريتانيا إن الوهابيين ينشطون خلال الأسابيع الحالية في القارة الإفريقية مستخدمين شعار مواجهة التشيّع والتنصير للتغلغل في القارة، ونشر أفكار متطرفة باتت أغلب دول المنطقة تحصد نتائجها من خلال استفحال ظاهرة الإرهاب والتطرف داخل أجيال الشباب.

سبب التسمية

 أطلق العرب على هذه الجزر تسمية جزر القمر في أوائل القرن الثاني الهجري، وأرجع البعض سبب التسمية إلى أن الرحالة العرب العائدة أصولهم إلى مسقط وعدن وحضرموت حيث هبطوا على ساحل الجزر وكان القمر بدرًا فأسموها جزر القمر ويقول آخرون أن سبب التسمية يعود إلى أن هذه الجزر تشبه في شكلها شكل القمر .

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك