إن الأمة إن أرادت النهوض والتقدم والوصول إلى مدارج العزة والسعادة والقوة والمتعة يلزمها أولا معرفة قادتها وعظمائها وعلمائها الربانيين ورجال الفلسفة والفكر من خلال آثارهم ومآثرهم وما خلفوه لنا من تراث قيم، وثانيا تطبيق مارسموه للأجيال في جميع مجالات الحياة وهو النهج المستقى من سنن الرسول(صلى الله عليه واله وسلم)والمتوارث عن عترته الطاهرين(عليهم السلام).
تتناول هذه السلسلة السيرة الذاتية لحياة كوكبة متألقة من رجال الفكر والعلم والتقوى، والذين آثروا الإقامة في كربلاء المقدسة ومجاورة حرم الإمام الحسين(عليه السلام)لفترة طويلة وفي غضون القرن العشرين المنصرم والذين كانوا لهم الباع الطويل في نشر وإشاعة الفكر الإسلامي ومذهب أهل البيت(عليهم السلام)بين جموع أبناء البشر وفي هذه المنطقة من الأرض أو تلك.
مثال الورع والتقوى آية الله العظمى سماحة السيد حسين بن السيد محمد علي خير الدين الحائري، ولد خير الدين في كربلاء الحسين سنة 1287هـ في احضان أسرة علمية دينية كبيرة، وكان والده من كبار الاعلام.
تخرج على يد جمهرة من اعلام الحوزة العلمية أمثال، والده السيد محمد علي والشيخ علي القزويني والفاضل الاردكاني والشيخ زين العابدين المازندراني والسيد عبد الله الكشميري والشيخ محمد باقر الاصفهاني والسيد ابو القاسم الحجة والملا علي سيبويه وغيرهم من العلماء الأفاضل.
درس على يديه مجموعة كبيرة من مشاهير الفقهاء والعلم منهم ولديه السيد محمد علي والسيد محمود والشيخ ابو القاسم الخوئي والشيخ احمد المازندراني والشيخ احمد الشاهرودي والسيد احمد الهندي والشيخ جعفر الرشتي والسيد حسن المندلي والشيخ علي اكبر النائيني والشيخ محمد تقي البهجة والسيد محمد حسن اللكنهوي وغيرهم الكثير من طلبة العلوم الدينية.
خلف آثارا قيمة في المكتبة الاسلامية منها: دوره في الفقه، الاصول، مناسك الحج، حاشية على الرياض، حاشية على الفصول، ديوان شعر، حاشية على ذخيرة العباد، سراج المتقين، ورسالة عملية لمقلديه بالاضافة الى تقريرات اساتذته وغيرها من الكتب القيمة.
انتقل إلى رحمة ربه تعالى يوم 20/ جمادي الاخرة/ سنة 1358هـ وشيع تشييعا كبيرا حتى دفن في الصحن الحسيني الشريف.
المصدر: الكوفة نيوز+ موسوعة أعلام الفكر في كربلاء المقدسة للباحث الاسلامي الشيخ احمد الاسدي الحائري