تقرير فيصل غازي
هو محمد الأصغر ابن الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام, أمه ليلى بنت مسعود بنت خالد النهشلي, قاتل إلى جنب أخيه الحسين عليه السلام قتال الأبطال حتى استشهد في واقعة الطف على يد زجر بن بدر النخعي ويقال عقبة الغنوي, وهامت به الفرس بعد ذلك إلى البقعة المطهرة التي يقع قبره الشريف فيها الآن، وهي ربوة على يسار الذاهب من قضاء الكفل إلى مدينة الحلة, في طريق تتخلله المزارع والبساتين الغناء بالنخيل.
مجلة (الروضة الحسينية) سلطت الضوء على الجهود المبذولة في إدامة المرقد وترميمه من قبل الأمانة العامة للمزارات الشيعية في ديوان الوقف الشيعي، بعد أن أصبح تحت تصرفها في عام 2007م.
كانت محطتنا الأولى مع الامين الخاص للمزار سماحة الشيخ (حامد ناجي كاظم) الذي تحدث قائلاً" يذكر أن السيد محمد القزويني رحمه الله, رأى في المنام رؤيا فيها تأنيب لخدّامه لعدم اعتنائهم بالقبر وتعميره وذلك في سنة 1323هـ فأرسل عليهم وقصّ رؤياه فانبروا لتعميره، ولما كشفوا التراب والحجارة عن القبر ظهر لهم محراب عليه صخرة مكتوب عليها بالخط الكوفي المنقط, (هذا قبر بكر بن علي بن أبي طالب الهاشمي مات سنة ستين للهجرة النبوية) وهي من الرخام يميل لونها إلى الصفرة مربعة الشكل بحجم 18 × 18 سم وكتابتها بثلاثة أسطر وقد بنوا عليه قبة صغيرة".
وأضاف سماحة الشيخ "ثم شيّد المرقد في أواخر العهد العثماني في العراق، وبعدها وسع عام 1387هـ وشيد من جديد فبنوا عليه قبة من الطابوق ارتفاعها بحدود تسعة أمتار، ومساحة حرم تبلغ 5×5متر, وعلى قبره شباك من الخشب عليه بردة خضراء وكانت على قبره لوحة كتب عليها, ( هذا قبر بكر بن علي بن أبي طالب، أمه ليلى بنت مسعود بن خالد التميمية)، وجدد بناء الحرم مرة أخرى عام 1412هـ وأضيف إليه عددا من الأروقة، كما بني له إيوان عام 1416هـ".
وتابع الامين الخاص حديثه" تعمل الآن الأمانة العامة للمزارات الشيعية في ديوان الوقف الشيعي على بناء المرقد وترميمه بعد أن أصبح تحت تصرفها في عام 2007م, وهناك جهود جبارة تبذل من أجل بناء المزار الشريف حيث تم التعاقد مع مكاتب متخصصة في مجال التصميم والعمارة".
وختم الأمين الخاص قوله بأن" هنالك شركات تتنافس على بناء المرقد الشريف وأن المقاولة سترسو على الشركة التي تقدم التصميم الحديث والسرعة في الانجاز والدقة في العمل حيث يشتمل البناء الجديد للمرقد على مكتبة عامة حديثة تنسجم مع التطور الحاصل في العلم بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الإعلامي".
المرقد بالأرقام
خلال تجوالنا في أروقة المرقد المطهّر التقينا بالمعاون الإداري للمزار الشريف الأستاذ (احمد عبد محمد) حيث اطلعنا على تفاصيل دقيقة متمثلة بالأرقام عن المرقد فقال" يقع الضريح على الجانب الشمالي من الحرم وعليه شباك مصنوع من الحديد المطعم بالألمنيوم ومساحته تبلغ 5، 1 × 2 متراً بارتفاع 5 , 2 متراً، واجهته مؤلفة من ثلاثة شبابيك كتب عليها سورة الحمد، وقد خصص الشباك الغربي منها كمدخل للضريح، وعلى زاويتي الضريح رمانتان من البرونز الأصفر, كما تعلو الضريح مقصورة أصغر حجماً منه، وعلى زواياها رمانات من البرونز الأصفر أيضا, وتطل على الضريح ثريا عادية، وأما الجدار المحيط بالضريح فهو من الطابوق المطلي بالإسمنت كتبت عليه أسماء الأئمة الأطهار، كما تحيط بالقبر ستة أعمدة من الطابوق".
وأكمل احمد عبد حديثه قائلاً" بلغت مساحة الحرم بعد إضافة الأروقة الثلاثة إليه 16م × 16م, استحدثت الأروقة الثلاثة كما ذكرنا سابقا عام 1412هـ، خصص اثنان منها للنساء وواحد للرجال وهي محيطة بالجهات الثلاث من الحرم، أما رواق أو مسجد الرجال فيقع على يمين المرقد وهو مؤثث بالطنافس وفيه محراب، وأما الذي على اليسار فقد خصص للنساء، وأما الثالث منها فيقع على جهة الشمال".
وتابع" تتقدم المرقد طارمة (إيوان) صغيرة بنيِ فيها مسجدي الرجال والنساء ومنها يدخل الزائرون إلى الحرم، ولكن مساحتها أقل من مساحة الأروقة (المساجد الثلاثة)، ومدخل الطارمة إلى الحرم عن طريق باب خشبي طوله متران وعرضه متران ونصف، وتعلو هذا الباب آية قرآنية كتبت على الكاشي الكربلائي وهي (بسم الله الرحمن الرحيم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ).
ويحيط بالروضة صحن طوله 60 متراً وعرضه 40 متراً ليكون مجموع مساحة المرقد بما فيه الروضة والأروقة والأيوان (240) متراً مربعاً، وفي الصحن غرفتان إحداهما لسادة المرقد والأخرى اتخذت مخزناً للأثاث، وهما تقعان في شمال الصحن، وفي جهة الغرب (يسار المرقد) طارمة كبيرة لجلوس واستراحة الزائرين للمراقد، كما يقع في شمال الصحن المرافق الصحية، والداخل إلى الصحن من الشارع يمر عبر مدخل مبني من الطابوق، كما يحيط بالمرقد من الداخل كتيبة من الآيات القرآنية على الكاشي الكربلائي المعروف". يشكل المرقد في حلّته التي بدأت تظهر معالمها مع اكتمال أعمال الاعمار والتوسعة قريبا، نموذجا مشرّفا من ناحية التطور العمراني والتنظيم والترتيب الذي يتناسب وحجم هذه الشخصية، التي تحمل سمات الإمامة العلوية وصفات التضحية الحسينية. انها دعوة عامة لزيارة هذا المَعلم الشامخ وسط رياض البساتين البابلية.