لم تقتصر ممارسات تنظيم داعش الاجرامية على قمع الاهالي وفرض الاتاوات وغيرها من القوانين الجائرة، فالشواهد المأساوية التي تركها التنظيم كثيره وكلها تدل على اجرامه وقبح افعاله التي لا تمت للإنسانية بصلة، بل تعدى ذلك لتشمل تلك القوانين والعقوبات حتى الاموات.
ويؤكد خبراء عسكريون ان عمليات التعذيب التي تفنن فيها التنظيم المتطرف ونفذها بشكل فردي بحق المدنيين في الكثير من المناطق التي سيطرة عليها في العراق بالإضافة الى الكثير من العمليات الجماعية المروعة التي ارتكبها سواء كانت بحق مجموعات لإجراءات روتينية او التي خالفت اوامرهُ او بحق جنود عراقيين، كلها تشير الى جرائم وحشية ارتكبتها تلك الجماعات المتشددة لفرض قوانيين سنتها لأنفسها من اجل اقامة دولتها المزعومة.
ويرى الخبراء ان ممارسات داعش الوحشية لم تدع بشرا ولا حجرا إلا دمرته، وهي تزداد يوما بعد اخر ويعبر ذلك عن عقدت النقص الموجودة داخل عناصر التنظيم.
منطقة الخسفة او (الخفسة) في الموصل والتي تعود الى مئات السنيين احدى الشواهد على جرائم التنظيم حيث اشارت الاحصاءات الاولية الى وجود اكثر من 7000- 8000 جثة تعود بعضها الى اهالي الموصل والبعض الاخر الى اشخاص من محافظات وسط وجنوب العراق تقطعت بهم السبل للخروج من المدينة خلال فترة اجتياح التنظيم للموصل، هؤلاء الاشخاص تم قتل بعضهم لأسباب طائفية والبعض الاخر لعدم الانصياع لأوامر التنظيم وقراراته ورميهم فيها.
وبحسب الروايات التي تم توثيقها لمواطنين ناجين من بطش التنظيم تشير الى ان الانتقامات التي قام بها داعش بحق المدنيين بصورة غير مباشرة في المناطق التي تدخلها القوات الامنية تأتي من خلال القصف العشوائي للمنازل التي يقطنها السكان وكذلك تفجير السيارات المفخخة داخل الاحياء واستخدام غاز الخردل و الكلور وذلك لهدفين هما: الاول لانه فقد تلك الاحياء واصبحت خارج سيطرته والثاني اضعاف تقدم القوات المحررة وتشتيتها .
السجون التي حررتها القوات الامنية والتي انشأها التنظيم في وقت سابق لغربلة المعارضين له كانت هي الاخرى احدى محطات القتل والتنكيل بالمدنيين، فالوثائق التي عُثر عليها كشفت بشاعة العمليات الاجرامية التي يمارسها عناصر داعش بحقهم، وان غالبية الاحكام ترتكز على فتاوي يصدرها مشرعون كبار في التنظيم لا تمت لا من بعيد ولا من قريب للإسلام بصلة، هدفها الاول والاخير هو ترويع الناس من اجل الرضوخ والخنوع لأوامر التنظيم.
احد السجناء الناجين من تنظيم داعش(س.م) يقول كان المسؤولون الكبار في التنظيم يتفننون في تعذيب المساجين واذلالهم بالجوع وكيفية توزيع الطعام لهم حتى انه بلغ بهم الجهل ﻓﻲ هذا اﻟﺒﺎب انه كانوا يقدمون نصف نصيب الشخص من الطعام في بعض الايام.
ويضيف ان التعذيب في سجون داعش ممنهج ومرتب مسبقاً بحق المدنيين من الناحية الادارية والفتاوي للرد على من يعترض على فعلهم وعلى جواز الامر شرعاً.
منظمة هيومن رايتس ووتش من جهتها قالت يعتدي داعش بشكل روتيني على حياة الناس وعائلاتهم في البلدات والقرى العراقية التي يحتلها، بمجرد محاولة الهروب من حكم داعش الوحشي قد يعني عقوبة الإعدام.
في سياق متصل قالت بعثة الامم المتحدة في العراق في الوقت الذي تضيق فيه القوات العراقية الخناق على داعش يقوم الاخير باستهداف المدنيين وارتكاب الإبادات الجماعية التي ترقى الى جرائم حرب، وذلك لتقليل الضغط علية في جبهات القتال.
سياسة استهداف المدنيين من قبل تنظيم داعش وعدم احترام حياتهم هي جزء لا يتجزأ من جرائم التنظيم هذه السياسة يستخدمها كردة فعل للتغطية على هزائمه التي مني بها في محاوله منه لرفع معنويات عناصره المنهارة، كما يستخدم التنظيم اساليب وحجج واهية لضرب المدنيين كالتخلي عن المبايعة او عدم مساندته .
جرائم داعش اتجاه الابرياء لاتعد ولا تحصى لكن التنظيم تعدى جرائمه السابقة ليظهر هذه المره وحشيته بطريقة اخرى بحسب متخصصون في الشأن الامني، حيث قام التنظيم بزرع المتفجرات في الحفر التي يلقي فيها جثث ضحاياه بهدف قتل الجهات التي تعمل على فتح تلك الحفر ومعرفة الضحايا، لكن المريب في الامر هو من يعاقب التنظيم المتطرف على هذه الانتهاكات وكيف تكون العقوبة اذا كان التنظيم جّل عناصره وقادته عبارة عن مرتزقة من شتى بقاع العالم.