ستة ايام كانت مدة كافية لوصول القوات العراقية والحشد الشعبي الى قلب تلعفر اخر معاقل تنظيم داعش الارهابي غرب الموصل واعلان النصر النهائي فيها.
الهجوم على المدينة بدأ يوم 20 من اغسطس/ آب، من اربعة محاور تمكنت خلالها تشكيلات القوات المشتركة من كسر خطوط الدفاع الأمامية وانهيار عصابات داعش الإرهابي وتكبيد العدو خسائر فادحة وكبيرة في اطراف قضاء تلعفر مما سهل على القطعات بلوغ اهدافها في وقت قياسي.
حي القادسية الاولى والثانية وحي الربيع وقرية السادة هي اخر مهام قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية والرد السريع فيما باشرت بقيت القطعات المشتركة في المعركة مهامها بعمليات تطهير المناطق التي تم تحريرها من العبوات والمفخخات التي تركها التنظيم الارهابي في سبيل عرقلت سير المعارك.
عشرات السيارات المفخخة التي كان مصيرها الفشل زجها التنظيم المهزوم على القطعات المشتركة في محاوله يائسة منه لإعاقة التقدم المستمر لأبطال القوات الامنية والحشد الشعبي واضعاف القدرات العسكرية.
التخطيط والمتابعة
متابعة التطورات التي يشهدها مسرح العمليات والتخطيط التكتيكي المستمر سهل مهمة التحرير الامر الذي جعل التنظيم الارهابي يقف عاجزا عن التركيز على اكثر من جبهة في آن واحد رغم سيطرته على المدينة لمدة طويلة تجاوزت الثلاثة سنوات خصوصا وان التنظيم يفتقد الى القيادة والسيطرة.
ولعبت المساحة الواسعة لقضاء تلعفر دورا كبيرا وساعدت القوات المشتركة كثيرا في تحقيق انتصار سريع وتوغل مباشر الى عمق التنظيم، من خلال انهاك قوى التنظيم بعدد لم يحسب له سابقا من المحاور المفتوحة للقضاء علية، فالانتشار التخصصي للقوات الامنية وفق الرؤية العسكرية اخذ دورا رئيسيا وحاسما لمعركة تلعفر، فضلا عن التنسيق العالي بين الحشد الشعبي والقطعات المشتركة الذي جعل النصر المتحقق في قضاء تلعفر أسرع من المتوقع.
عامل المدنيين
طالما اتخذا التنظيم الارهابي المدنيين دروعا بشرية في كل المعارك التي خسرها، لكن هذه المرة جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن حيث لا وجود للمدنيين هناك، هذا الامر كان من اساسيات تسارع معركة تلعفر لصالح القوات الامنية.
القوات العراقية رفعت العلم العراقي فوق قلعت تلعفر لتلتحق المدينة بخارطة الوطن من جديد.