داعش في المدينة القديمة في الموصل لا يمكن أن تصمد أمام ضغط القوات العراقية واستمرار تقدمها فالساعات القليلة القادمة ستشهد تحرير كامل مدينة الموصل.
فالخسائر الفادحة التي مني بها التنظيم وفقدانه الكثير من القيادات الكبيرة احد مؤشرات زواله، فضلاً عن انحساره في زاويه ضيقة لا تتجاوز الكيلو متر مربع، ناهيك عن منظومة الحرب النفسية التي استخدمتها القوات الامنية التي كان لها دور كبير في انهيار عناصر التنظيم وزيادة تعقيدات المعركة على داعش.
المعارك تسير وفق الخطط المرسومة من قبل قيادة العمليات المشتركة بهدف السيطرة على ضفة نهر دجلة واحكام الخناق على الجماعات الارهابية في محيط جامع النوري، وسط استهداف لمقرات التنظيم ودفاعاته بالصواريخ الموجهة والمدفعية الثقيلة.
الجيش العراقي اعلن محاصرة المدينة القديمة مركز قيادة التنظيم بعد ان سيطرة على حي الشفاء، وذكر بيان الجيش ان قطعات القوات الامنية احكمت السيطرة على حي الشفاء الذي يضم المستشفيات الرئيسية في ايمن الموصل، مما يشير الى محاصرة المدينة القديمة من اربع جهات للسيطرة عليها والقضاء على التنظيم المتطرف.
وتشير تقديرات القوات العراقية الى وجود ما بين 500 و 1000 عنصر من داعش داخل المدينة القديمة في الموصل، تم إحكام الطوق عليهم وليس لديهم فرصة للهروب، فيما يحاول التنظيم زجّ عناصره الانتحاريين واستخدام بعض القناصة والطائرات المسيرة في محاوله منه لتخفيف ضغط المعركة علية.
التوقعات العسكريات اشارت في وقت سابق منذ بدأ عمليات تحرير ايمن الموصل بان التنظيم سيسحب ثقله ومعاركة الى شمال الموصل لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن حيث عمد التنظيم الى التمسك بمركزه الذي انطلقت منه خطبة البغدادي الاولى واعلان دولته المزعومة.
واشار خبراء عسكريون في وقت سابق ان التحدي الابرز في تأخير حسم معركة ايمن الموصل هو شراسة قتال عناصر التنظيم داخل متاهات المدينة القديمة بالإضافة الى وجود المدنيين المحاصرين، بالإضافة الى الحسابات المعقدة التي وضعها التنظيم في وقت لاحق لمنع تقدم القوات العراقية من سيارات مفخخة وقناصين وخطوط دفاعية متعددة، مستغلا بذلك تأخر القوات المحررة في تحرير الاحياء الاخرى.
معارك استعادة المدينة القديمة مستمرة رغم طبيعة المنطقة الجغرافية المعقدة والازقة الضيقة، حيث تخوض القوات الامنية اشتباكات عنيفة مع عناصر داعش الارهابي في محيط جامع النوري وسط المدينة القديمة، رغم ان قوات مكافحة الإرهاب، امهلت عناصر التنظيم المحاصرين بقرب جامع النوري الذي فجره في وقت لاحق حتى مساء الاربعاء بتسليم انفسهم بعدها سيكون مصيرهم الموت.
استثمار القوات الامنية لانهيار داعش دفعها لمزيد من التقدم باتجاه جامع النوري قبل تفجيره الذي يوضح ان التنظيم صعبت عليه مهمة الدفاع عنه من جهة ومواجهة القوات المتقدمة من جهة آخرى فلجأوا الى تدميره.
قيام تنظيم داعش بنسف منارة الحدباء وجامع النوري هو استكمالاً لتدمير اثار العراق وعلامة على نهايته في الموصل وهو يلفظ انفاسه الاخيرة امام تقدم القوات الامنية، وصرف الأنظار عن هزيمته في عاصمة خلافته؟
ويرى الخبراء الامنيون ان ما بعد الحدباء يمكن أن يكون نصرا مبيناً للقوات المشتركة العراقية، فما صنعت القوات العراقية ليس نصرا عسكريا بل فعلا إنسانيا ووطنيا، والتاريخ لوح يكتبه الابطال بالدم والعقلاء بالصدق، وهو متاح في كل آن بالعراق.
وتنذر اشتباكات المدينة القديمة في الموصل وطريقة التحرير التي اخذت خطط جديدة لتحريرها بان الحسم بات قريبا.