صحيفة فرنسية: السيد السيستاني مجلس دستوري قائم بذاته


اهتمت صحيفة اللوموند الفرنسية بنشر تقرير لـ «لويس لمبيرت» الذي سلط الضوء على شخصية المرجع الاعلى للشيعة في العراق والعالم السيد علي السيستاني «دام ظله».

وقال التقرير ان السيد السيستاني يسكن في بيت متواضع في محافظة النجف لا يوجد فيه ذهب وليس هنالك منصة ولا اي شيء يدعو الى الفخامة, ويستقبل زواره في بيته, جالسا على مقعد بسيط ومتواضع موضوع داخل غرفة متداعيه للسقوط نوعا ما خالية من الاثاث الا بعض رفوف الكتب القديمة.

ويضيف التقرير ان التواضع والزهد الذي يعيشه السيد السيستاني هو ما يتميز به هذا الرجل الذي ليس لديه نضير في العراق ولا في عامة الشيعة وان تاثير مرجعيتة تمتد من ايران ولبنان وافغانستان والهند وفي جنوب اسيا.

وقالت الصحيفة في تقريرها ان جميع الحكام في بغداد ينحنون اجلالا واحتراما للفتاوي التي يصدرها والذين هم بدورهم يسخرون ويحتقرون علنا من فسادهم واعمالهم المشينة وعجزهم الواضح .   

وذكرت الصحيفة ان السيد السيستاني صمام امان لدولة مضطربة, هو لايتحدث في العلن ابدا ولا يستقبل اعلاميين ولكنه قَبِل باستقبلنا بشكل استثنائي نحن المبعوثين من وكالة لموند وهو لايخرج من مكتبه ابدا.

ونقلت الصحيفة عن طالب الدكتوراه في مدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية بباريس، روبن بومونت، قوله إن «السيستاني وحده مجلس دستوري قائم بذات».

وتابعت الصحيفة أنه في أعقاب السنوات الأولى من مرحلة ما بعد صدام، وعلى إثر محاولة بعض المتطرفين إشعال النار في أحد معالم المسيحيين عام 2006، لم يتردد السيستاني في توجيه نداء تحذير للعراقيين قال فيه: «لا تقعوا في فخ الانتقام والحرب الأهلية».

وأوضحت لوموند أنه في صيف 2014، عندما استولى تنظيم «داعش» الارهابي على الموصل وبغداد، اصدر السيد السيستاني فتوى الجهاد الكفائي التي داعا فيها العراقيين إلى حمل السلاح، والانخراط  في صفوف القوات التي تقف إلى صف حكومة بغداد، بهدف محاربة هذا التنظيم، ونتيجة لذلك، وبفضل شعبيته وقدرته على حشد العديد من الأصوات، استطاع السيستاني تكوين جيش في غضون 48 ساعة فقط.

وقالت الصحيفة إن السيد السيستاني لم يتوانى عن مساندت المتظاهرين في ساحة التحرير ببغداد الذين خرجوا للمطالبة بإصلاحات جذرية في صلب الدولة للخلاص من الفساد السائد فيها، وذلك من خلال خطاباته التي يلقيها المتحدثون الرسميون باسمه خلال صلاة الجمعة.  

وأضافت «لوموند» أنه على الرغم من أن الرجل يعتبر أن النظام في العراق «فاسد»، إلا أنه بحسب الباحثة صابرينا ميرفين «يعلم جيدا أن النجف لا يمكن أن تشكل لوحدها مركزا شيعيا، فهي بحاجة إلى جميع المكونات في العراق، وبالتالي فإن الحاجة إلى العراق تعني الحاجة إلى السنة».

 

ترجمتة:- حسين عصام 

تحرير: سامر الجبوري

المصدر: صحيفة لوموند الفرنسية

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك