جاء في خطبة بطلة كربلاء زينب العقيلة سلام الله عليها في مجلس يزيد قولها: (ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ، فهذه الايدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفرها 5 امهات الفراعل ، ولئن اتخذتنا مغنما لتجدنا وشيكا مغرما ، حين لا تجد إلا ما قدمت [يداك] وما ربك بظلام للعبيد ، فإلى الله المشتكى وعليه المعول ، فكد كيدك واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا ترحض عنك عارها ، وهل رأيك إلا فند ، وأيامك إلا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين. فالحمد لله الذي ختم لأولنا بالسعادة [والمغفرة]، ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، و نسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود [و] حسبنا الله ونعم الوكيل)( 1).
وكانت قد عجبت امها الزهراء صلوات الله عليها قبلها مما جرى في سقيفة بني ساعدة وما نكثوا بعهدهم لرسولهم بولاية امير المؤمنين عليه السلام وبشرت الامة بعد نكثها ( بسيف صارم و هرج دائم شامل و استبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيدا ، و جمعكم حصيدا وقد رأت صلوات الله عليها ان الفتنة قد لقحت وتوعدتهم : ( فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا و ذعافا ممضا ، هنالك يخسر المبطلون و يعرف التالون غب ما أسس الأولون ، ثم طيبوا بعد ذلك عن أنفسكم لفتنتها ، ثم اطمئنوا للفتنة جاشا)( 2).
وفاطمة صلوات الله عليها سبقت زينب في توصيف ما سيأتي من عجائب الامور وما ستستقبله الامة حين فارقت ما وصى به ابوها الرسول الاكرم صلى الله عليه واله فقالت: ( فهلم فاسمع ، فما عشت أراك الدهر العجب ! و إن تعجب بعد الحادث ، فما بالهم بأي سند استندوا، أم بآية عروة تمسكوا ( لَبِئْسَ الْمَوْلى وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ)، ( و بئس للظالمين بدلا). استبدلوا الذنابى بالقوادم ، و الحرون بالقاحم ، و العجز بالكاهل ، فتعسا لقوم ( يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)، أ(َلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لايَشْعُرُونَ)أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ، لقحت فنظرة ريثما تنتج ، ثم إحتلبوا طلاع القعب دما عبيطا و ذعافا ممضا ، هنالك يخسر المبطلون و يعرف التالون غب ما أسس الأولون ، ثم طيبوا بعد ذلك عن أنفسكم لفتنتها، ثم اطمئنوا للفتنة جاشا، و أبشروا بسيف صارم و هرج دائم شامل و استبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا، و جمعكم حصيدا، فيا حسرة لهم (و قد عميت عليهم الأنباء أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ)(3 ).
وان كان التاريخ يكرر نفسه فقد صعق مرة كثير ممن يسلمون بالتاريخ على علله وهناته وعلى مستويات عالية جدا من المسؤولية خصوصا شيخ الازهر ومشايخه عندما اصدر الدكتور اسامة انور عكاشة الاديب وكاتب السيناريو المصري المشهور (رحمه الله) بحثا وثق فيه ان قتلة الحسين عليه السلام ( امراء المؤمنين) كلهم ابناء فتيات قريش من ذوات الرايات الحمر؛ ( الزرقاء والنابغة وسمية وهند ومرجانه وحمامة وميسون ومرجانة....) ، ولا عجب في هذا فقد اثبت التاريخ ان قتلة الانبياء وأبناء الانبياء كلهم بناء زنا ، لكن العجب ان تؤول الرسالة المحمدية الى ايدي ابناء العاهرات ليعيثوا فسادا تحت انظار الامة بل بمساعدة بعض ابناء الامة ذاتها !!!
فعن الباقر والصّادق (عليهما السلام) أنه لا يقتل الأنبياء وأولاد الأنبياء إلاّ أولاد الزنا، ويدلّ على ذلك ما في البحار( 4). وأنّ قاتل الحسين (عليه السلام) ولد زنا.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عاقر ناقة صالح كان أزرق ابن بغي، وإن قاتل يحيى بن زكريا عليه السلام ابن بغي، وإن قاتل علي عليه السلام ابن بغي، وكانت مراد تقول: ما نعرف له فينا أبا ولا نسبا، وإن قاتل الحسين بن علي عليه السلام ابن بغي، اذا فلا عجب في ذلك لكن العجب كل العجب ان تصمت الامة وهي قريبة عهد بجده المصطفى صلى الله عليه واله وتظهر فيها حسيكة النفاق، وبدل ان تنصر ابن بنت نبيها نصرت الطلقاء من ابناء اعداء الاسلام على ابناء الانبياء ومن ثم تسبى بنات الوحي هدايا من ابن مرجانة (عبيد الله) في الكوفة الى ابن ميسون (يزيد) !! اليس في هذا كل العجب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر:
1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (45/ 159) ، و الملهوف على قتلى الطفوف (12/ 11) ، اللهوف ص : 185، العوالم، الامام الحسين (ع)- الشيخ عبدالله البحراني (1/ 429) ، و لواعج الأشجان- السيد محسن الأمين (ص: 225)
2) الأمالي للطوسي (1/ 376)
3) امالي الطوسي – 376.
4) علل الشرائع: 31. بحار الأنوار - العلامة المجلسي (13/ 132، بترقيم الشاملة آليا)، كامل الزيارة: 78 و 79. مستدرك سفينة البحار