معاني المطالبة بفدك

3242 2017-11-27

ان المطالبة بفدك لم تكن ملكية يراد نها الرفاه والترف كما عند الاخرين فلأهل بيت النبوة والإمامة شغل اخر هو ؛ لتأتي انفسهم آمنة يوم الخوف الأكبر ، و تثبت على جوانب المزلق ، ائمة يقدمون قومهم الى جنات الله ورضوانه.

ان فاطمة جعلت من فدك درسا تاريخيا خالدا في معاني الامامة الحق والعصمة وصفات الكمال من اهل البيت عليهم السلام مثلما تقدم مثالا للخسة والنذالة وبيع الاخرة بالدنيا والتهالك على مناصب زائلة ومصالح تافهة عند خصومهم.

وفي نور فدك بينت الزهراء من خلال مطالبتها بها الحقائق المهيمنة الحاكمة التالية التي انحرف عنها الانقلابيون لتبقى تلك الحقائق بوصلة للراغبين في الاهتداء والاقتداء والوصل الى رضا الله تعالى في دينه.

1- اظهرت الزهراء من خلال مطالبتها بفدك ، اثناء المحاكمات التي اقحمت المغتصبين فيها انهم جهلة بالقرآن الكريم ، ولا يعلمون اصول التقاضي في دين الله الذين تصدوا لقيادته ، فلجأوا للكذب على الله ورسوله ، بحديث وضعوه ( انا معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه صدقة )( 1) وأصروا عليه ، ثم بينت  عجزهم عن ادارة الخلافة فهم طارئون عليها. 

ثم ان فاطمة صلوات الله عليها مطهرة بنص الكتاب كيف يسوغ ان يكذّبها خليفة ابيها ، ثم يطلب منها شهودا والمفروض ان يكون عالما بنصوص الكتاب والسنة ؟!.

ثم ان فدك نحلة لفاطمة كما شهدت ام ايمن فكيف يحولها الى ارث ويأتي بحديث مزور ينفرد به:  انا معاشر الانبياء لا نورث ؟.

2- بينت الزهراء صلوات الله عليها من خلال مطالبتها بفدك ؛ ان الانقلابيين غير مرضيين عند الله ومغضوب عليهم  باعتبار ان اباها صلى الله عليه واله جعلها معيارا لقبول الله ورضاه او  عدم قبوله وسخطه بنصوص كثيرة منها :( إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها) وكانوا هم شهودا على صحة صدورها عن ابيها صلى الله عليه واله ، واقروا بصحة صدورها عن النبي من خلال محاجتها صلوات الله عليها مع الانقلابيين ، حبث استشهدتهم سلام الله عليها على تلك النصوص النبوية فاعترفوا بصحتها ولازالت تعتمر بها كتبهم حيث ماتت فاطمة وهي عليهما واجدة. وكل كتب صحاحهم تقول عن رسول الله صلى الله عليه واله : ( ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها)( 2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

1) جاء في الموطأ - رواية محمد بن الحسن (3/  103) باب النبي صلى الله عليه و سلم هل يورث ؟  أخبرنا مالك أخبرنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تقسم  ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة .. ولم تخرجه حتى صحاحهم الا ان: أخرج الطبراني والنسائي في السنن الكبرى بإسناد على شرط مسلم مرفوعا : إنا معاشر الأنبياء لا نورث وهو ضد القران وما نزل فيه من توراث الانبياء. والتساؤل والارتباك ابسط علامات وضع الحديث.

2) صحيح البخاري 1 / 532، ينابيع المودة ص 171، المناقب لابن المغازلى ص 351، المستدرك للحاكم 3 / 153، اسد الغابة 5 / 522، كنز العمال 12 / 111.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك