الشهيد السعيد محمد باقر الصدر

2949 2014-05-28

 

  من هو؟  ولد السيد محمد باقر الصدر في مدينة الكاظمية المقدسة ، في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة ، في سنة ( 1353 هـ ) . وكان والده العلامة السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة ، وكان جده لأبيه ـ وهو السيد إسماعيل الصدر ـ زعيماً للطائفة ، ومربياً للفقهاء ، وفخراً للشيعة ، وزاهداً ، وورعاً ، ومتضلعاً بالفقه والأصول ، وأحد المراجع العِظام للشيعة في العراق . أما والدته فهي الصالحة التقية ، بنت آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين ، وهو من أعاظم علماء الشيعة ومفاخرها . بعد وفاة والده تربَّى السيد الصدر في كَنف والدته وأخيه الأكبر ، ومنذ أوائل صِباه كانت علائم النبوغ والذكاء بادية عليه من خلال حركاته وسكناته .  دراسته وأساتذته  تعلَّم القراءة والكتابة ، وتلقَّى جانباً من الدراسة في مدارس منتدى النشر الابتدائية في مدينة الكاظمية المقدسة ، وهو صغير السن ، وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لِشِدَّة ذكائه ونبوغه المبكر ، ولهذا درس أكثر كتب السطوح العالية دون أستاذ . فبدأ بدراسة كتاب ( المنطق ) ، وهو في سن الحادية عشرة من عمره ، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق ، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية وفي بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب (معالم الأصول ) عند أخيه السيد إسماعيل الصدر وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه : إن هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأصول على صاحب المعالم . وفي سنة ( 1365 هـ ) سافر السيد الشهيد من مدينة الكاظمية المقدسة إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته . فتتلمذ عند شخصيَّتين بارزتين من أهل العلم والفضيلة وهما: آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين ، وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي.  أنهى دراسته الفقهية عام ( 1379 هـ ) ، والأصولية عام ( 1378 هـ ) ، عند السيد الخوئي .وبالرغم من أن مُدَّة دراسة السيد الصدر منذ الصبا وحتى إكمالها لم تتجاوز ( 17 أو 18 ) عاماً ، إلا أنَّها من حيث نوعية الدراسة تعدُّ فترة طويلة جداً . لأن السيد كان خلال فترة اشتغاله بالدراسة منصرفاً بكلِّه لتحصيل العلم، فكان منذ استيقاظه من النوم مبكراً وإلى حين ساعة منامِهِ ليلاً يتابع البحث والتفكير ، حتى عند قِيامه وجُلوسه ومَشيه .  تدريسه  بدأ السيد الصدر في إلقاء دروسه ولم يتجاوز عمره خمسا وعشرين عاماً ، فقد بدأ بتدريس الدورة الأولى في علم الأصول في الثاني عشر من شهر جمادي الآخرة ، من سنة ( 1378 هـ ) ، وأنهاها في الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، من سنة ( 1391 هـ ) . وشرع بتدريس الدورة الثانية في العشرين من رجب المرجَّب من نفس السنة ، كما بدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى في سنة (1381هـ ) .  تلامذته نذكر منهم : 1 - آية الله السيد كاظم الحائري . 2 - آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي .3 - آية الله السيد محمد باقر الحكيم .  سيرته وأخلاقه  نذكر شذرات منها وكالآتي : حُبّه وعاطفته : إن من سِمات شخصيته تلك العاطفة الحارة ، والأحاسيس الصادقة ، والشعور الأبوي تجاه كل أبناء الأمة . فتراهُ تارةً يَلتقيك بوجه طَليقٍ ، تعلوه ابتسامة تُشعِرُك بحبٍّ كبيرٍ ، وحنان عظيم ، حتى يحسب الزائر أن السيد لا يحب غيره . وإن تحدث معه أصغى إليه باهتمام كبير ورعاية كاملة وكان سماحته يقول : إذا كنا لا نَسَع الناس بأموالنا ، فلماذا لا نَسَعهم بأخلاقِنا وقلوبِنا وعواطفنا ؟ شأنه : لم يكن الشهيد الصدر زاهداً في حطام الدنيا  لأنه كان لا يملك شيئاً منها ، أو لأنه فقد أسباب الرفاهية في حياته ، فصار الزهد خياره القهري . بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه ، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه ، وكأنه يقول : يا دنيا ُغِّري غيري . قد كان زاهداً في ملبسه ومأكله ، ولم يلبس عباءة يزيد سعرها عن خمسة دنانير آنذاك ، في الوقت الذي كانت تصله أرقى أنواع الملابس والأقمشة ممن يُحبونه ويودُّونه ، لكنه كان يأمر بتوزيعها على طلابه . عبادته: من الجوانب الرائعة في حياة السيد هو الجانب العبادي، ولا يُستَغرَب إذا قلنا: إنه كان يهتم في هذا الجانب بالكيف دون الكم ، فكان يقتصر على الواجبات والمهم من المستحبات . وكانت السِّمَة التي تميَّز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله تعالى ، والإخلاص والخشوع التامَّين ، فقد كان لا يصلي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات إلا إذا حصل له توجه وانقطاع كاملين . صبره وتَسامحه : كان السيد الصدر أسوة في الصبر ، والتحمل ، والعفو عند المقدرة ، فقد كان يتلقى ما يوجه إليه بصبر تنوء منه الجبال ، وكان يصفح عمَّن أساء إليه بروح محمَّدية .  مؤلفاته  ألَّف السيد الشهيد الصدر العديد من الكتب القَيِّمة، في مختلف حقول المعرفة ، وكان لها دور بارز في انتشار الفكر الإسلامي على الساحة الإسلامية . ونذكر منها ما يلي : 1 - فَدَك في التاريخ . 2 - دروس في علم الأصول ، ثلاث أجزاء . 3 - بحث حول المهدي ( عليه السلام ) . 4 - نشأة التشيع والشيعة . 5 - نظرة عامَّة في العبادات . 6 - فلسفتُنا . 7 - اقتصادُنا . 8 - الأُسُس المنطقية للاستقراء . 9 - رسالة في علم المنطق . 10 - غاية الفِكر في علم الأصول . 11 - المدرسة الإسلامية . 12 - المعالم الجديدة للأصول . 13 - البنك اللاربوي في الإسلام . 14 - بحوث في شرح العروة الوثقى . 15 - موجز أحكام الحج . 16 - الفتاوى الواضحة . 17 - بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة . 18 - بحث حول الولاية . 19 - تعليقة على ( منهاج الصالحين ) للسيد محسن الحكيم . 20 - تعليقة على ( بُلغة الراغبين ) للشيخ محمد رضا آل ياسين . 21 - المدرسة القرآنية ، مجموعة المحاضرات . 22 - الإسلام يقود الحياة .  شهادته  بعد أن أمضى السيد الشهيد الصدر ( قدس سره ) عشرة أشهر في الإقامة الجبرية ، تمَّ اعتقاله في التاسع عشر من شهر جمادي الأولى ، من سنة ( 1400 هـ )  الموافق 5 / 4 / 1980 م . وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال الأخير استشهدَ السيد الصدر ( قدس سره ) على نحوٍ فَاجع ، مع أخته العلوية الطاهرة بِنتُ الهُدى .

  من هو؟ 

ولد السيد محمد باقر الصدر في مدينة الكاظمية المقدسة ، في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة ، في سنة ( 1353 هـ ) .

وكان والده العلامة السيد حيدر الصدر ذا منزلة عظيمة ، وكان جده لأبيه ـ وهو السيد إسماعيل الصدر ـ زعيماً للطائفة ، ومربياً للفقهاء ، وفخراً للشيعة ، وزاهداً ، وورعاً ، ومتضلعاً بالفقه والأصول ، وأحد المراجع العِظام للشيعة في العراق .

أما والدته فهي الصالحة التقية ، بنت آية الله الشيخ عبد الحسين آل ياسين ، وهو من أعاظم علماء الشيعة ومفاخرها .

بعد وفاة والده تربَّى السيد الصدر في كَنف والدته وأخيه الأكبر ، ومنذ أوائل صِباه كانت علائم النبوغ والذكاء بادية عليه من خلال حركاته وسكناته .

 دراسته وأساتذته 

تعلَّم القراءة والكتابة ، وتلقَّى جانباً من الدراسة في مدارس منتدى النشر الابتدائية في مدينة الكاظمية المقدسة ، وهو صغير السن ، وكان موضع إعجاب الأساتذة والطلاب لِشِدَّة ذكائه ونبوغه المبكر ، ولهذا درس أكثر كتب السطوح العالية دون أستاذ .

فبدأ بدراسة كتاب ( المنطق ) ، وهو في سن الحادية عشرة من عمره ، وفي نفس الفترة كتب رسالة في المنطق ، وكانت له بعض الإشكالات على الكتب المنطقية وفي بداية الثانية عشرة من عمره بدأ بدراسة كتاب (معالم الأصول ) عند أخيه السيد إسماعيل الصدر وكان يعترض على صاحب المعالم ، فقال له أخوه : إن هذه الاعتراضات هي نفسها التي اعترض بها صاحب كفاية الأصول على صاحب المعالم .

وفي سنة ( 1365 هـ ) سافر السيد الشهيد من مدينة الكاظمية المقدسة إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته .

فتتلمذ عند شخصيَّتين بارزتين من أهل العلم والفضيلة وهما: آية الله الشيخ محمد رضا آل ياسين ، وآية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي. 

أنهى دراسته الفقهية عام ( 1379 هـ ) ، والأصولية عام ( 1378 هـ ) ، عند السيد الخوئي .وبالرغم من أن مُدَّة دراسة السيد الصدر منذ الصبا وحتى إكمالها لم تتجاوز ( 17 أو 18 ) عاماً ، إلا أنَّها من حيث نوعية الدراسة تعدُّ فترة طويلة جداً .

لأن السيد كان خلال فترة اشتغاله بالدراسة منصرفاً بكلِّه لتحصيل العلم، فكان منذ استيقاظه من النوم مبكراً وإلى حين ساعة منامِهِ ليلاً يتابع البحث والتفكير ، حتى عند قِيامه وجُلوسه ومَشيه .

 تدريسه 

بدأ السيد الصدر في إلقاء دروسه ولم يتجاوز عمره خمسا وعشرين عاماً ، فقد بدأ بتدريس الدورة الأولى في علم الأصول في الثاني عشر من شهر جمادي الآخرة ، من سنة ( 1378 هـ ) ، وأنهاها في الثاني عشر من شهر ربيع الأول ، من سنة ( 1391 هـ ) .

وشرع بتدريس الدورة الثانية في العشرين من رجب المرجَّب من نفس السنة ، كما بدأ بتدريس البحث الخارج في الفقه على نهج العروة الوثقى في سنة (1381هـ ) .

 تلامذته

نذكر منهم :

1 - آية الله السيد كاظم الحائري .

2 - آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي .3 - آية الله السيد محمد باقر الحكيم .

 

 سيرته وأخلاقه 

نذكر شذرات منها وكالآتي :

حُبّه وعاطفته : إن من سِمات شخصيته تلك العاطفة الحارة ، والأحاسيس الصادقة ، والشعور الأبوي تجاه كل أبناء الأمة .

فتراهُ تارةً يَلتقيك بوجه طَليقٍ ، تعلوه ابتسامة تُشعِرُك بحبٍّ كبيرٍ ، وحنان عظيم ، حتى يحسب الزائر أن السيد لا يحب غيره .

وإن تحدث معه أصغى إليه باهتمام كبير ورعاية كاملة وكان سماحته يقول : إذا كنا لا نَسَع الناس بأموالنا ، فلماذا لا نَسَعهم بأخلاقِنا وقلوبِنا وعواطفنا ؟

شأنه : لم يكن الشهيد الصدر زاهداً في حطام الدنيا  لأنه كان لا يملك شيئاً منها ، أو لأنه فقد أسباب الرفاهية في حياته ، فصار الزهد خياره القهري .

بل زهد في الدنيا وهي مقبلة عليه ، وزهد في الرفاه وهو في قبضة يمينه ، وكأنه يقول : يا دنيا ُغِّري غيري .

قد كان زاهداً في ملبسه ومأكله ، ولم يلبس عباءة يزيد سعرها عن خمسة دنانير آنذاك ، في الوقت الذي كانت تصله أرقى أنواع الملابس والأقمشة ممن يُحبونه ويودُّونه ، لكنه كان يأمر بتوزيعها على طلابه .

عبادته: من الجوانب الرائعة في حياة السيد هو الجانب العبادي، ولا يُستَغرَب إذا قلنا: إنه كان يهتم في هذا الجانب بالكيف دون الكم ، فكان يقتصر على الواجبات والمهم من المستحبات .

وكانت السِّمَة التي تميَّز تلك العبادات هي الانقطاع الكامل لله تعالى ، والإخلاص والخشوع التامَّين ، فقد كان لا يصلي ولا يدعو ولا يمارس أمثال هذه العبادات إلا إذا حصل له توجه وانقطاع كاملين .

صبره وتَسامحه : كان السيد الصدر أسوة في الصبر ، والتحمل ، والعفو عند المقدرة ، فقد كان يتلقى ما يوجه إليه بصبر تنوء منه الجبال ، وكان يصفح عمَّن أساء إليه بروح محمَّدية .

 مؤلفاته 

ألَّف السيد الشهيد الصدر العديد من الكتب القَيِّمة، في مختلف حقول المعرفة ، وكان لها دور بارز في انتشار الفكر الإسلامي على الساحة الإسلامية .

ونذكر منها ما يلي :

1 - فَدَك في التاريخ .

2 - دروس في علم الأصول ، ثلاث أجزاء .

3 - بحث حول المهدي ( عليه السلام ) .

4 - نشأة التشيع والشيعة .

5 - نظرة عامَّة في العبادات .

6 - فلسفتُنا .

7 - اقتصادُنا .

8 - الأُسُس المنطقية للاستقراء .

9 - رسالة في علم المنطق .

10 - غاية الفِكر في علم الأصول .

11 - المدرسة الإسلامية .

12 - المعالم الجديدة للأصول .

13 - البنك اللاربوي في الإسلام .

14 - بحوث في شرح العروة الوثقى .

15 - موجز أحكام الحج .

16 - الفتاوى الواضحة .

17 - بحث فلسفي مقارن بين الفلسفة القديمة والفلسفة الجديدة .

18 - بحث حول الولاية .

19 - تعليقة على ( منهاج الصالحين ) للسيد محسن الحكيم .

20 - تعليقة على ( بُلغة الراغبين ) للشيخ محمد رضا آل ياسين .

21 - المدرسة القرآنية ، مجموعة المحاضرات .

22 - الإسلام يقود الحياة .

 شهادته 

بعد أن أمضى السيد الشهيد الصدر ( قدس سره ) عشرة أشهر في الإقامة الجبرية ، تمَّ اعتقاله في التاسع عشر من شهر جمادي الأولى ، من سنة ( 1400 هـ )  الموافق 5 / 4 / 1980 م .

وبعد ثلاثة أيام من الاعتقال الأخير استشهدَ السيد الصدر ( قدس سره ) على نحوٍ فَاجع ، مع أخته العلوية الطاهرة بِنتُ الهُدى .

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك