اختلاف عوامل كل ثورة من الثورات هو الذي يحدّد مدى بقائها واستمرار حالها، وللثورة الحسينية أسباب كثيرة هي سرّ خلودها، وهي الثورة التي تجاوزت الطبقيّة المجتمعيّة، وتناست معتقدات الفرد، لذلك فهي احتوت كلّ أصناف البشر في الجنس واللون والعرق.
ومن أهمّ أسباب خلودها وبقائها:
الاول: انها ثورة الهيّة، وأهدافها لله، لذا فهي مصداق للآية الكريمة: «مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ..»(96/النحل)
الثاني: هذه الثورة حافظت على المعتقدات الإسلاميّة، وللإسلام مناصرون يحملون شعلة الثورة في صدورهم
الثالث: انها ثورة اصلاح من الفساد الاداري والاخلاقي والعقائدي بشعار، وذلك واضح من شعارها: (وما خرجت الا لطلب الاصلاح في أمّة جدّي..)
رابعا: صور التضحية المأساويّة واستبسال قادتها، والوقوف أمام المتجبّر وسالب الحق من أهله بكلّ جدارة وإباء، جعل الأجيال اللاحقة يتغنّون بها وينشدون الأشعار في وصفها الى يومنا هذا.
الشيخ محمد العبودي