الايمان: من اسماء الامام علي عليه السلام

11931 2016-04-16

4- علي عليه السلام سمي بصفة الايمان: 

القران الكريم والرسول الاعظم صلى الله عليه واله سميا علي عليه السلام بالإيمان فقد روى القمي في تفسيره ، قال: حدثني جعفر بن محمد معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه قال: إن لعلي بن أبي طالب عليه السلام في كتاب الله أسماء لا يعرفها الناس.

 قلنا: وما هي؟

 قال: سماه الإيمان فقال: {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين} الآية( 1).

وبإسناده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قوله تعالى {ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين}. قال: فالإيمان في بطن القرآن علي بن أبي طالب عليه السلام، فمن يكفر بولايته فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين( 2).

وفي واقعة الخندق سماه الرسول : الايمان كله ، وبين ان عمله في يوم الخندق افضل من عمل الثقلين الى يوم القيامة. ولولا علي عليه السلام لم يعبد الله وكما هي التفاصيل:

قال الحافظ جلال الدين السيوطي : في مصحف ابن مسعود ( كفى الله المؤمنين القتال )( 3) بعلي (عليه السلام).  

و في المناقب: عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: لما برز علي (عليه السلام) الى عمرو بن عبد ود قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): برز الايمان كله الى الشرك كله). فلما قتله قال له: أبشر يا على، فلو وزن عملك اليوم بعمل أمتي لرجح عملك بعملهم( 4). 

عندما تقدم الامام علي عليه السلام لمبارزة عمرو بن ود العامري . قال حذيفة بن اليمان: ألبسه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم درعه الفضول وعممه عمامته السحاب على رأسه تسعة أدوار وقال له: تقدم، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: (برز الايمان كله الى الشرك كله)، وقال (صلى الله عليه واله): (رب لا تذرني فردا، اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه...)( 5).

 فاستقبل على عليه السلام عمرو، قضربه عمرو بسيفه فشج رأسه، ثم إن عليا عليه السلام ضربه على حبل عاتقه فسقط الى الأرض فسمعنا تكبير على (عليه السلام)، فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: قتله على، وقال ( صلى الله عليه واله): أبشر يا على فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم فنزلت آية: (وكفى الله المؤمنين القتال) بعلى( 6).

 أيضا محمد بن العباس: بسنده عن مرة عن ابن مسعود أورد هذا الحديث بعينه( 7). 

أيضا عن جعفر الصادق عليه السلام: قال: قوله تعالى: (وكفى الله المؤمنين القتال) بعلى، لأنه قتل عمرو بن عبد ود.

 وأيضا أبو نعيم الحافظ أخرج هذا الحديث نحوه( 8).

في عوالي اللآلي :

و قال رسول الله صلى الله عليه واله :( لضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين)( 9)

وايضا في عوالي اللآلي :

و قال صلى الله عليه واله بما معناه انه عليه السلام ، قال: ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار)( 10).

فحب علي هو حب الله وحب الايمان.

وجاء في الحديث المرفوع أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك اليوم ( يوم الاحزاب او يوم الخندق) حين برز علي الى عمرو بن ود العامري: " برز الايمان كله إلى الشرك كله " .

وفي الحديث المرفوع أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال صلى الله عليه واله عند قتل عمرو: " ذهب ريحهم ولا يغزوننا بعد اليوم ونحن نغزوهم إنشاء الله " ( 11).

يقول إبن أبي الحديد المعتزلي:

فأما الجرحة التي جرحها يوم الخندق إلى عمرو بن عبدود فإنّها أجل من أن يقال جليلة، وأعظم من أن يقال عظيمة، وما هي إلاّ كما قال شيخنا أبو الهذيل وقد سأله سائل: أيما أعظم منزلة عند الله، علّي أم أبو بكر؟

فقال: يا بن أخي، والله لمبارزة علّي عمراً يوم الخندق تعدل أعمال المهاجرين والأنصار وطاعاتهم كلها، وتربي عليها، فضلاً عن أبي بكر وحده( 12).

وفي الصحيح من السيرة :

فقال صلى الله عليه واله ، ضربة علي يوم الخندق تعدل ( أو أفضل من ) عبادة الثقلين إلى يوم القيامة)( 13).

وفي تفسير الأمثل: ( ملاحظات هامّة في معركة الأحزاب:

أ ـ إنّ معركة الأحزاب ـ وكما هو معلوم من اسمها ـ كانت حرباً اتّحدت فيها كلّ القبائل والفئات المختلفة التي تعادي الإسلام، للقضاء على الإسلام اليافع.

لقد كانت «حرب الأحزاب» آخر سعي للكفر، وآخر سهم في كنانته، وآخر إستعراض لقوى الشرك، ولهذا قال النّبي (صلى الله عليه وآله): «برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه»( 14)عندما تقابل أعظم أبطال العدوّ، وهو عمرو بن عبد ودّ، وبطل الإسلام الأوحد امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأنّ إنتصار أحدهما على الآخر كان يعني إنتصار الكفر على الإيمان، أو الإيمان على الكفر، وبتعبير آخر: كان عملا مصيرياً يحدّد مستقبل الإسلام والشرك، ولذلك فإنّ المشركين لم تقم لهم قائمة بعد إنهزامهم في هذه المواجهة العظيمة، وكانت المبادرة وزمامها بيد المسلمين بعدها دائماً.

لقد أفل نجم الأعداء، وإنهدمت قواعد قوّتهم، ولذلك نقرأ في حديث أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) قال بعد نهاية غزوة الأحزاب: «الآن تغزوهم ولا يغزوننا»( 15).

فبالايمان كله عليه السلام قامت قائمة الاسلام ولولا ولايته فلا ايمان فهو اذن اصل الايمان ومن اسمه ظهر ايمان الناس وبلا ولايته لا اسلام ولا ايمان.

وايضا في تفسير الأمثل :

 قال النّبي (صلى الله عليه وآله) كلمته المعروفة: «برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه»( 16).

وفي كتاب الأربعين- الشيخ الماحوزي:  (1/  202)

(وقال صاحب الفتح المبين من أعاظم المخالفين: اعلم أن اليقين هو الايمان في الحقيقة، كما رواه امام الأئمة محمد بن اسماعيل البخاري في الصحيح عن ابن مسعود: اليقين الايمان كله. وكان يقينه (عليه السلام) أعلى مراتب اليقينات وأيقنها، إذ اليقين علم وعين وحق، ولكل من هذه المراتب الثلاث درجات متفاوتة وطبقات متعددة، وهو (عليه السلام) أكمل في تلك المراتب كلها. ثم قال: أما في المراتب العلمية القرآنية، فلقوله (صلى الله عليه وآله): القرآن مع علي وعلي مع القرآن. وقوله (صلى الله عليه وآله): أقضاكم علي. وقوله (عليه السلام): وانه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا ينحدر عني السيل ولا يرقا الي الطير. وهذا يفيد كونه (عليه السلام) أقضى وأعلم، كما قال (صلى الله عليه وآله): أعلم امتي من بعدي علي بن أبي طالب الحديث. ولهذا كانت الصحابة يرجعون إليه في أحكام الكتاب ويأخذون عنه الفتاوي، وقد دللهم على زللهم، كما قال عمر بن الخطاب في عدة مواطن: لولا علي لهلك عمر)( 17).

فهو عليه السلام؛ محض الايمان ؛ يعلم الناس ماهية الايمان:

وفي الفصول المهمة في أصول الأئمة :

(يدل على ان الايمان كله عمل، سمع منه )( 18).

وقد تكرر نقل خبر الايمان كله علي  عليه السلام كما اكده القران وعن رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - عند مبارزة الإمام عليّ(عليه السلام) عمراً: برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه( 19).

وجاء في بحار الأنوار :

قال حذيفة بن اليمان: " لو قسمت فضيلة على عليه السلام بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين باجمعهم لو سعتهم " وقال ابن عباس في قوله: " وكفى الله المؤمنين القتال " قال: بعلى بن أبى طالب وفيه: " قال صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: برز الايمان كله إلى الشرك كله "( 20).

وفي مصادر ابناء العامة : فيها؛ عن ابن مسعود قال: لما برز علي إلى عمرو بن عبدود قال النبي (ص): برز الايمان كله إلى الشرك كله، فلما قتله قال له: أبشر يا علي فلو وزن عملك اليوم بعمل أمتي لرجح عملك بعملهم( 21). 

وروى أيضا عن المناقب، عن حذيفة قال: قال النبي (ص): ضربة علي في يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة.. (22 ).

وعن بحار الأنوار - العلامة المجلسي :

ومن غير كتاب الاوائل أن النبي صلى الله عليه وآله لما أذن لعلي عليه السلام في لقاء عمرو بن عبد ود وخرج إليه قال النبي صلى الله عليه وآله: برز الايمان كله إلى الكفر كله ( 23).

 ومن كتاب صدر الائمة عندهم موفق بن أحمد المكي أخطب خوارزم بإسناده أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبدود أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة ( 24). 

أقول: روى ابن شيروية في الفردوس عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وآله مثله، وفيه: من عمل أمتي. وروى صاحب كتاب الاربعين عن الاربعين عن إسحاق ابن بشير القرشي عن وهب بن الحكم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وآله مثله.

وقال العلامة في شرحه على التجريد: قال حذيفة: لما دعا عمرو إلى المبارزة أحجم المسلمون كافة ماخلا عليا، فإنه برز إليه، فقتله الله على يديه، والذي نفس حذيفة بيده لعمله في ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمد إلى يوم القيامة، و كان الفتح في ذلك اليوم على يد علي عليه السلام وقال النبي صلى الله عليه وآله: " لضربة لي خير من عبادة الثقلين " وذكره القوشجي أيضا في شرحه من غير تفاوت.

 وروى الشيخ أمين الدين الطبرسي في مجمع البيان عند سياق هذه القصة برواية محمد بن إسحاق فجز علي عليه السلام رأسه وأقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وآله ووجهه يتهلل ، قال حذيفة فقال النبي صلى الله عليه وآله: ابشر يا علي فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد صلى الله عليه وآله لرجح عملك بعملهم، وذلك أنه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلا وقد دخله وهن بقتل عمرو، ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله عز بقتل عمرو.

 وروى السيد أبو محمد الحسيني عن الحاكم أبي القاسم الحسكاني بإسناده عن سفيان الثوري عن زبيد الشامي عن مرة عن عبد الله بن مسعود قال: وكان يقرأ " وكفى الله المؤمنين القتال " بعلي ( 25).

وقال السيد بن طاوس في كتاب سعد السعود: قول النبي صلى الله عليه وآله: " لضربة علي لعمرو بن عبدود أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة " رواه  موفق ابن أحمد المكي أخطب خطباء خوارزم في كتاب المناقب وأبو هلال العسكري في كتاب الاوائل (26 ). 

وقال ابن أبي الحديد: في شرح نهج البلاغة: فأما الجراحة التي جرحها يوم الخندق إلى عمرو بن عبدود فإنها أجل من أن يقال جليلة، وأعظم من أن يقال عظيمة وماهي إلا كما قال شيخنا أبو الهذيل وقد سأله سائل: أيما أعظم منزلة عند الله علي أم أبو بكر ؟ فقال: يا ابن أخي والله لمبارزة علي عمروا يوم الخندق يعدل أعمال المهاجرين والانصار وطاعاتهم كلها، وتربى عليها فضلا عن أبي بكر وحده. وقد روي عن حذيفة بن اليمان ما يناسب هذا بل ما هو أبلغ منه: روى قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن ربيعة بن مالك السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت: يا أبا عبد الله إن الناس ليتحدثون عن علي بن أبي طالب ومناقبه فيقول لهم أهل البصيرة: إنكم لتفرطون في تقريظ هذا الرجل، فهل أنت محدثي بحديث عنه أذكره للناس ؟ فقال: يا ربيعة وما الذي تسألني عن علي عليه السلام وما الذي أحدثك به عنه ؟ والذي نفس حذيفة بيده لو وضع جميع أعمال أمة محمد في كفة الميزان منذ بعث الله تعالى محمدا إلى يوم الناس هذا ووضع عمل واحد من أعمال علي في الكفة الاخرى لرجح على أعمالهم كلها، فقال ربيعة: هذا المدح الذي لا يقام له ولا يعقد ولا يحمل، إني لاظنه إسرافا يا أبا عبد الله ! فقال حذيفة: يالكع ( 27) وكيف لا يحمل ؟ وأين كان المسلمون يوم الخندق وقد عبر إليهم عمرو وأصحابه فملكهم الهلع ( 28) و الجزع، ودعا إلى المبارزة فأحجموا عنه، حتى برز إليه علي عليه السلام فقتله، والذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من أعمال أمة محمد إلى هذا اليوم وإلى أن تقوم القيامة( 29).

 وجاء في الحديث المرفوع أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك اليوم حين برز إليه: برز الايمان كله إلى الشرك كله. وقال أبو بكر بن عياش: لقد ضرب علي بن أبي طالب عليه السلام ضربة ما كان في الاسلام أيمن منها: ضربته عمروا يوم الخندق، ولقد ضرب علي ضربة ما كان أشأم منها ( 30) يعني ضربة ابن ملجم لعنه الله. وفي الحديث المرفوع أن رسول الله صلى الله عليه

وآله لما بارز علي عمروا ما زال رافعا يديه مقمحا رأسه قبل السماء داعيا ربه قائلا: اللهم إنك أخذت مني عبيدة يوم بدر وحمزة يوم احد فاحفظ علي اليوم عليا " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين ".

وفي بحار الأنوار - العلامة المجلسي :

وفي الحديث المرفوع أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما بارز علي عمروا ما زال رافعا يديه مقمحا رأسه قبل السماء داعيا ربه قائلا: اللهم إنك أخذت مني عبيدة يوم بدر وحمزة يوم احد فاحفظ علي اليوم عليا " رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين "( 31).

وفي منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئي):

(و فيه قال النّبى صلّى اللّه عليه و آله لما خرج لقتال عمرو بن عبدود : برز الايمان كله إلى الشّرك كله ، فلما قتله قال صلّى اللّه عليه و آله له : ابشر يا علي فلو وزن عملك اليوم بعمل امّتى لرجح عملك بعملهم ، رواه فى المناقب لأحمد بن حنبل و النسائى عن ابن مسعود ، و أنزل اللّه تعالى . « وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنينَ الْقِتالَ » بعليّ الآية ، كما عن مصحف ابن مسعود ، قال ربيعة السّعدي : أتيت حذيفة اليمان فقلت يا أبا عبد اللّه : إنا لنتحدث عن عليّ و مناقبه فيقول أهل البصرة : إنكم لتفرّطون فى عليّ فهل تحدثنى بحديث ؟ فقال حذيفة و الذي نفسى بيده لو وضع جميع أعمال امّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله فى كفّة الميزان منذ بعث اللّه محمّدا إلى يوم القيامة و وضع عمل عليّ عليه السّلام فى الكفّة الاخرى لرجح عمل عليّ على جميع أعمالهم ، فقال ربيعة هذا الذي لا يقام له و لا يقوم ، فقال حذيفة : يا لكع و كيف لا يحمل و إن كان أبو بكر و عمر و حذيفة و جميع أصحاب النّبي صلّى اللّه عليه و آله يوم عمرو بن عبدود و قد دعا إلى المبارزة فأحجم النّاس كلهم ما خلا عليّا ، فانّه نزل إليه فقتله و الذي نفس حذيفة بيده لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محمّد إلى يوم القيامة .

قال الشّارح المعتزلي : و كانت العرب تفتخر بوقوفها فى الحرب فى مقابلته ، فأما قتلاه فافتخار رهطهم بأنّه عليه السّلام قتلهم أظهر و أكثر قالت اخت عمرو بن عبدود ترثيه:

لو كان قاتل عمر و غير قاتله

بكيته ابدا ما دمت فى البلد

لكنّ قاتله من لا نظير له

و كان يدعى ابوه بيضة البلد)( 32).

وفي البيان الجلي في أفضلية مولى المؤمنين علي :

لما جعل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) عليّاً كلّ الايمان، دلّ على أنّه قوامه، وأنّه أفضل إيماناً وأثراً من جميع المؤمنين، إذ لم يقم لهم إيمان لولاه، والافضل أحقّ بالامامة، ويشهد لفضله عليهم في الاثر، ما جاء عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): لضربة علي أفضل من عبادة الثقلين، أو لمبارزة علي لعمرو أفضل من أعمال اُمّتي إلى يوم القيامة( 33).

وقال صلى الله عليه واله وسلم: النظر إلى علي عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبرائة من أعدائه( 34).

قال العلامة المظفر رحمه الله في صحة الحديث:

فإن من كان عبارة عن الإيمان كله،و له ضربة واحدة تعدل عبادة الثقلين لا يكون ذلك مبالغة في حقه،و هل يكون ذلك مبالغة فيمن هو نفس النبي و أخوه و عديل القرآن؟!( 35).

موسوعة التاريخ الاسلامي :

فقال رسول اللّه : من لهذا الكلب ؟ فلم يجبه احد , فقام اليه امير المؤمنين وقال : انا له يا رسول اللّه .

فقال : يا علي , هذا عمرو بن عبد ود فارس يليل .

فقال علي (ع ) : وانا علي بن ابي طالب فقال رسول اللّه : ادن مني .

فدنا منه فعممه بيده ودفع اليه سيفه ذا الفقاروقال له : اذهب وقاتل بهذا.

ثم دعا له فقال : اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه , وعن يمينه وعن شماله , ومن فوقه ومن تحته ( 36) .

وذكر الكراجكي : ان النبي قال ثلاث مرات : ايكم يبرز الى عمروواضمن له على اللّه الجنة ؟ وفي كل مرة يقوم علي (ع ) والقوم ناكسو رؤوسهم . فاستدناه وعممه بيده , فلما برز قال : برز الايمان كله الى الشرك كله .

وروى بسنده عن الباقر (ع ) : ان النبي قال يومئذ : اللهم انك اخذت مني عبيدة يوم بدر , وحمزة يوم احد، وهذا اخي علي بن ابي طالب ( رب لا تذرني فردا وانت خير الوارثين)( 37). 

وقال ابن شهرآشوب في (( المناقب )) : ودعا النبي (صلى الله عليه واله ) وهوجاث على ركبتيه باسط يديه باكية عيناه ينادي : يا صريخ المكروبين , يا مجيب دعوة المضطرين , اكشف همي وكربي , فقد ترى حالي ( 38) .

الحلاصة في تسمية علي عليه السلام بالايمان ووصفه بالايمان كله:

وبعد كل هذا هناك سؤال يحتاج الى جواب شاف وهو: ما معنى ان علي هو الايمان كله مع وجود الرسول صلى الله عليه واله؟ اليس المفروض ان يكون الرسول بنفسه هو الايمان كله، والجواب واضح من احاديث الرسول صلى الله عليه واله حيث صرح لمرات كثيرة ان عليا كنفسه المقدسة( 39) ، ومن القران في اية المباهلة  حيث يكون الامام علي عليه السلام هو نفس الرسول صلى الله عليه واله .

وبهذا الجواب تنحل كل اشكالات المذاهب والفرق التي تفرقت يمينا وشمال عن الامام علي عليه السلام تبتغي الحق والايمان دونه وهو عليه السلام الحق وهو الايمان كله بعد رسول الله صلى الله عليه واله. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش البحث:

1) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (35/  348 )، و تفسير فرات: 18.

2) بحار الانوار: 35 / 348 حديث 28، عن تفسير فرات: 18.

3) ينابيع المودة لذوي القربى (1/  281)  ، وقال في بحار الانوار للمجلسي 39 / 1؛ أخرجه عن الطرائف عن الأوائل لأبى هلال العسكري.

4) شواهد التنزيل 1 / 223 حديث 200 و 1 / 224 حديث 300.  وخصائص الوحى: 178 حديث 132.

5) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (20/  203)

6) ينابيع المودة لذوي القربى (1/  285)

7) مناقب آل أبى طالب 3 / 134. غاية المرام: 421 باب 170 حديث 93. خصائص الوحى 219. كفاية الطالب: 234.

8) ( بحار الاَنوار: 20|256؛ تاريخ الطبري: 2|240.)

9) عوالي اللآلي: 4/86/102 وراجع الطرائف: 519 والمستدرك على الصحيحين: 3/34/4328.

10) نفس المصدر ، عوالي اللآلي (4/  32)

11) ذكر البخاري ذلك ايضا في صحيحه 5: 141، ولكن ما راقه أن يذكر الموطن الذى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله ذلك ، فقال في رواية: " قال النبي صلى الله عليه وآله يوم الاحزاب: " نغزوهم ولا يغزوننا " وفى اخرى: يقول حين اجلى الاحزاب عنه: الان نغزوهم ولا يغزوننا نحن نسير إليهم.

12) شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج19 ص60، و المجلسي (ره) في بحار الأنوار ج39 ص2.

13) وفي الصحيح من السيرة (9/  5)

14) شرح نهج البلاغة: 19/61؛ كنز الفوائد: 1/297، الطرائف: 35، إرشاد القلوب: 244، عوالي اللآلي: 4/88/113 وفيه «الكفر» بدل «الشرك».

15) تفسير الأمثل - مكارم الشيرزي (13/  203)

16) بحار الأنوار، المجلّد 20، صفحة 215، ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، المجلّد 4، صفحة 344 طبقاً لنقل إحقاق الحقّ، الجزء 6، صفحة 9. وتفسير الأمثل - مكارم الشيرزي (13/  208)

17) كتاب الأربعين- الشيخ الماحوزي:  (1/  202)

18) الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي (1/  464)

19) كنز الفوائد: 1/297، الطرائف: 35، إرشاد القلوب: 244، تأويل الآيات الظاهرة: 2/451/11 عن حذيفة، عوالي اللآلي: 4/88/113 وفيه «الكفر» بدل «الشرك»؛ شرح نهج البلاغة: 19/61.

20) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (20/  274)

21) المستدرك للحاكم: 2 / 32، وكنز العمال 6 / 158، والسيرة الحلبية 2 / 349، وينابيع المودة في باب 23،

22) في الغدير 7 / 206 و 212. تجد كل المصادر التي وثقت الحديث.

23) بحار الأنوار ج 39 ص3 ح1، كنز الفوائد للكراجكي ج1 ص297، شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج19 ص61، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص109.

24) نفس المصدر السابق.

25) نفس المصدر السابق.

26) نفس المصدر السابق.

27) اللكع: اللئيم. الاحمق. وتستخدم لقليل العقل او الطفل.

28) الهلع: الجبن عند اللقاء.

29) المصادر السابقة.

30) في المصدر: ماكان في الاسلام أشأم منها.

31) بحار الأنوار - العلامة المجلسي (39/  3)

32 ) منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (خوئي):(1: 412)

33) البيان الجلي في أفضلية مولى المؤمنين علي (11/  8)، القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص163 ب46.قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «ضربة علي يوم الخندق أفضل من أعمال أُمتي إلى يوم القيامة».

وايضا القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ص109 ب23. عن ابن مسعود قال: «لما برز علي إلى عمرو بن عبدود قال النبي(صلى الله عليه وآله): برز الإيمان كله إلى الشرك كله! فلما قتله قال: أبشر يا علي! فلو وزن عملك اليوم بعمل أُمتي لرجح عملك بعملهم». ثم قال صلى الله عليه و آله و سلم:النظر إلى علي عبادة،و ذكره عبادة،و لا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته و البراءة من أعدائه.

34) (المناقب للخوارزمي الحنفي، ص 2، ط ايران وفرائد السمطين للعلامة الجويني الشافعي ج 1 ص 19 وكفاية الطالب للحافظ الكنجي الشافعي، الباب الثاني والستون، ج 1: ص 18، ط بيروت وينابيع المودة للحافظ القندوزي الحنفي، ص 121، ط اسلامبول)

35) (دلائل الصدق،ط القاهرة،ج 2:ص 501)

36) موسوعة التاريخ الاسلامي (52/  15)

37) رواه المعتزلي مرفوعا قال : ان رسول اللّه قال ذلك اليوم حين برز علي (ع ) : برزالايمان كله الى الشرك كله وما زال رافعا يديه مقمحا راسه نحو السما داعيا ربه قائلا : اللهم انك اخذت مني عبيدة يوم بدر , وحمزة يوم احد , فاحفظ علي اليوم عليا ( رب لا تذرني فردا وانت خيرالوارثين ) شرح النهج 19 : 61 والاية من سورة الانبيا : 89 ..ونقل الحديث السيد ابن طاوس في الطرائف عن الاوائل للعسكري , كما فى بحار الانوار39 : 1

38) مناقب آل ابي طالب 1 : 198

39) كحديث خاصف النعل:  وحديث بني وليعة، واحاديث كثيرة جدا اخرى

 

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك