صحف عربية تحتفي بانتصار العراق على تنظيم داعش في الموصل
نشرت المواقع الاخبارية العربية والاجنبية ردود الافعال حول النصر الكبير الذي حققته القوات العراقية في مدينة الموصل واستعادتها من تنظيم داعش, حيث اولت الصحف الكبرى اهتماما بالغاَ, وفي تقارير عدة تناولتها المواقع الاجنبية منها موقع البي بي سي وموقع فرانس 24 اولت اهتمامها بمعرفة اصداء النصر بالإعلام العربي والعالمي نشير لها من خلال التقرير التالي
ثمن باهظ
تقول افتتاحية العالم العراقية "إننا اليوم في حالة معنوية جيدة، والفرحة والتعبئة الشعبية في أفضل مستوياتها. وعدونا مرتبك ومتراجع ويفقد الأرض، وأعداد كبيرة من قياديه ومقاتليه يتساقطون بين قتيل وأسير وهارب، وعدد كبير من منظوماته تتفكك.
لذلك يجب عدم السماح له بالتقاط انفاسه وإعادة تنظيم نفسه. وعلينا استثمار زخم الانتصار لتسهيل النصر في الجبهات المتبقية".
الخطوة القادمة يجب أن تكون رسم مسارات فكرية استراتيجية لتحرير البلد من مخلفات الإرهاب والحرب، والعمل على تعزيز قيم الدولة القوية بمشروعها الوطني، وبحصانتها القانونية والمؤسساتية صحيفة العالم, العراقية
وتضيف افتتاحية العالم العراقية أن "الخطوة القادمة يجب أن تكون رسم مسارات فكرية استراتيجية لتحرير البلد من مخلفات الإرهاب والحرب، والعمل على تعزيز قيم الدولة القوية بمشروعها الوطني، وبحصانتها القانونية والمؤسساتية".
وترجع ذلك إلى " أن هذه المعركة تجسّد حقيقة الصراع ما بين قوى ما قبل الدولة وما بعدها، كما تجسد الصراع القيمي والفكري بين اتجاهين وثقافتين، تنتمي الأولى الى تاريخ أصوليات التكفير والرعب والقتل، بينما تنتمي الثانية إلى ما هو إنساني وأخلاقي وتحرري".
وفي الزمان العراقية، يقول فاتح عبدالسلام "نعم تحررت الموصل من تنظيم داعش. وكان الثمن باهضاً، ثمن لم تدفع مثله مدينة في أية حرب عرفها التاريخ الحديث، ولا حتى حلب . ثمن عظيم قدمه الشهداء المقاتلون ومعهم المدنيون الذين لا تزال جثثهم تحت الأنقاض ".
ويضيف عبدالسلام "لا خيار للموصل بعد الآن إلا بتعقب جذور الارهاب والتكفير واقتلاعها ، وليتذكروا أن مدينتهم وأهلها ومستقبل أطفالهم مقدسات لا تسمح بالتهاون أو التسامح مع أي إرهابي حاقد على العراق والموصل".
استيعاب الدرس
وعلى الجانب الآخر يرى عصام الخفاجي في الحياة اللندنية أنه من الضروري استيعاب الدروس بعد الانتصار في معركة الموصل والعمل على تحقيق دولة مواطنة حقيقية تقوم على بناء علاقة سليمة بين السنة والشيعة.
ويقول: "يستحق هذا الانتصار الاحتفاء العارم به بين العراقيين، لكن الاكتفاء بالاحتفال قد يضيّع فرصة استيعاب الدرس الذي ينبغي افتتاحه بإثارة أسئلة ظلت محرّمة وكان علينا طرحها منذ اجتياح داعش للموصل".
سيتحدد شكل عراق ما بعد داعش إلى حد كبير بالدروس التي تستخلصها الأطراف الفاعلة من تجارب عراق ما قبله في فشل بناء علاقة شيعية- سنّية تقوم على أسس قابلة للحياة لتبني دولة مواطنة لم تنبن حتى اليوم عصام الخفاجي, الحياة اللندنية
ويضيف الخفاجي: "سيتحدد شكل عراق ما بعد داعش إلى حد كبير بالدروس التي تستخلصها الأطراف الفاعلة من تجارب عراق ما قبله في فشل بناء علاقة شيعية- سنّية تقوم على أسس قابلة للحياة لتبني دولة مواطنة لم تنبن حتى اليوم".
وفي الشرق الأوسط اللندنية، يرى توفيق السيف أن "إعادة بناء الإجماع الوطني هي السبيل الوحيد لإصلاح النظام السياسي، وتحرير العراق من سجن تاريخه المشحون بالمعاناة.
وأظن أن هذا ضرورة أيضا للبلدان التي تعاني انقسامات اجتماعية شديدة، كحال اليمن وليبيا على سبيل المثال".
كما يقول رفيق خوري في الأنوار اللبنانية: "وليس تحرير الموصل سوى نصف الطريق الى نهاية دولة الخلافة الداعشية.
أما نهاية داعش كتنظيم أيديولوجي يستقطب الأجيال المتأثرة بالتأويل المتطرف للفقه ويمارس الإرهاب وإدارة التوحش، فإنها قصة طويلة.
والتحدي بعد الموصل أبعد من مواجهته في الحويجة وتلعفر والرقة والميادين ودير الزور والبوكمال.
وتحرير الموصل محطة إلى واحد من طريقين: تصحيح العملية السياسية أو تعميق الانقسامات الحادة والمزيد من الاستئثار بالسلطة والتهميش للضعفاء".
أما محمد أمين في المصري اليوم فيؤكد "سينكسر التنظيم ويتحرر العراق يوماً ما. سيرفع العلم على كامل التراب الوطني.
وسيأتي يوم نهنئه فيه بالنصر الكبير. فقد حورب العراق بمال عربي وتم تدميره بمال عربي ولا مجال للخوض فيه.
اليوم فقط نهنئ العراق بالنصر ونفرح بليلة سقوط داعش في الموصل، عاصمة الإرهاب".
وعن تكلفة إعادة إعمار الموصل، يقول أحمد بودستور في الوطن الكويتية "يقول المثل (الصديق وقت الضيق) وسوف يعرف العراق أصدقاءه الحقيقيين الذين يقفون معه في محنته.
فتكلفة إعادة الإعمار باهظة والأقرب في مساعدة العراق هي دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والإمارات العربية المتحدة".
وفي جريدة المراقب العراقي، قال مهدي منصوري: "من المهم جدا أن نقول إن انتصار القوات العسكرية والحشد الشعبي في تحرير الأرض العراقية من داعش قد أغلق الأبواب على كل الذين يريدون لهذا البلد التقسيم واستمرار الاقتتال الداخلي".
التحرير بعيون الاعلام العالمي
صحيفة الغارديان التي نشرت مقالا لسايمون تسيدال بعنوان "تنظيم الدولة خسر أحد معاقله إلا أن أيديولوجيته المشوهة لم تهزم".
وقال كاتب المقال إنه قد مر تقريباً ثلاث سنوات على إعلان زعيم تنظيم الدولة الإسلامية قيام "دولة الخلافة" في مسجد النوري في الموصل.
وختم كاتب المقال بالقول إن "الجهادين قد يكونوا خسروا معقلهم، إلا أن أيدولوجيتهم المشوهة لم تهزم"، موضحاً أن الأخبار من الموصل جيدة فتنظيم الدولة هزوم هناك ولم يطرد منها".
وجاءت افتتاحية صحيفة التايمز بعنوان "الاستعراض على نهري دجلة". وقالت الصحيفة إن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل يبدد مزاعمها بأنها دولة الخلافة، إلا أن ذلك لن ينهي الإرهاب.
وقالت الصحيفة إن تنظيم الدولة الإسلامية نصب نفسه في إدارة دولة الخلافة في الشرق الأوسط، موضحة أن رؤيته السامة أرخت بظلالها ليس على المنطقة فحسب، بل على العالم بأسره.
وتابعت الصحيفة أن "تنظيم الدولة ومناصريه في أوروبا وشمال أمريكا وحدها، نفذوا 51 هجمة منذ عام 2014".
وأردفت أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على الموصل، المدينة التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي عاصمة لدولة الخلافةـ انتهت إلى غير رجعة.
وأوضحت الصحيفة أن سقوط الموصل لا يعني أن الحرب الطويلة على تنظيم الدولة الإسلامية انتهت.
وختمت بالقول إن الحرب في معقل تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة سيكون الأكثر دموية.
وعنونت الديلي تلغراف افتتاحيتها بعنوان "سقطت الموصل، إلا أن معركة جديدة بدأت". وقالت الصحيفة إن سقوط الموصل بعد مرور أكثر من 8 شهور على القتال الشرس في المدينة، يؤكد بأن أيام التنظيم باتت ".
ورأت الصحيفة أن العشرات من المدن العراقية بحاجة ماسة إلى إعادة بنائها من جديد، وتتساءل التايمز إن كانت القوى الغربية ستساعد العراق على النهوض مجدداً؟.
ماذا بعد تحرير الموصل؟؟
تساؤلات عدة ودراسات وابحاث تعقد من اجل معرفة ما بعد تحرير الموصل من تنظيم داعش, وماهي الاجراءات التي ستتبعها الحكومة المركزية في هذا السياق, وكيف ستشكل قوى الامن الداخلي في الحفاظ على امن المدينة, وهل سيتم تأهيل المجتمع الموصلي على نبذ الافكار المتطرفة التي عمل على ارسائها داعش طيلة ثلاث سنوات, هل ستطيع الحكومة من وضع استراتيجية واضحة عسكريا واجتماعيا في الحد من تكرار ما حدث في 2014, هل ستكون القيادات الامنية قادرة على مواجهة الهجمات المتكررة التي يشنها التنظيم بين الحين والاخر, هذه الاسئلة وضعت على المنضدة دون تحريك او اجابات دقيقة.
وفي استعراض سريع للصحف الاجنبية وايضا كتاب المقالات سنلاحظ النظرة الشاملة التي ينظر لها العالم الى مسالة ما بعد التحرير
الموصل في الصحافة العالمية
الصحافة الايطالية
نشرت صحيفة "لي اوكي ديلا غويرا" الايطالية تقريرا تطرقت فيه الى الحرب الجديدة التي يستعد التنظيم اليها بعد خسارته في الحرب التقليدية, كخطة بديلة يستعين بها من اجل اثبات وجوده, بالوقت الذي تشير اليه الصحيفة ان الحرب التقليدية لن تنهي وجوده فعليا, وهذا ما يجب الانتباه له؛ بان الخطر الذي يشكله التنظيم مازال قائما, لهذا فان الحرب الجديدة التي سينتهجها التنظيم في العالم الافتراضي سيجلب من خلالها الكثير من المؤيدين له وبالتي سيحصد الكثير من الضحايا.
بؤرة الارهاب العالمي
وتشير الصحيفة الى ان اغلب المحللين ومسؤولي اجهزة المخابرات في الدول المناهضة للإرهاب, يعتبرون ان شبكة الانترنت هي البؤرة الاكثير خطورة؛ كون التنظيم يلجأ لها كونها اقل كلفة واوسع انتشارا, وهذا ما يضعنا امام تحدٍ كبير, لأنها سبب رئيسي للتواصل وايقاظ الخلايا النائمة المنتشرة في جميع انحاء العالم.
30 الف موقع يعمل لاهداف ارهابية
اما منسق شؤون مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي "جيل دي كير شوف" قال" أن "الوكالات الأوروبية التابعة لليوروبول, قد كشفت عما لا يقل عن 30 ألف موقع إلكتروني يعمل لأهداف إرهابية ويروج للفكر الإيديولوجي التكفيري. مع الأسف، لم يتمكن اليوروبول من تعقب بياناتهم؛ نظرا لأن مشغلي هذه المواقع لم يتركوا مجالا لمراقبة خصوصيتهم وبياناتهم".
وختمت الصحيفة تقريرها بان التنظيم لم يخسر الحرب الأيديولوجية, وستبقى تمثل تحد حقيقي, وان الخسارة التي لحقت به في الموصل لن تنهٍِ بل سيلجأ الى تغيير استراتيجية لتتناسب مع اهدافه الخاصة.
الصحافة الاسبانية
في تقرير نشرته صحيفة "بوبليكو الاسبانية" تحدثت عن ان الغزو الامريكي فتح ابوب الجحيم في منطقة الشرق الاوسط, ولم تتمكن من اغلاقه حتى الان, وقالت الصحيفة ان عملية استعادة الموصل كانت مكلفة وتفوق التوقعات؛ اضافة الى ان عملية الاعمار قد تحتاج الى 100 مليار دولار.
مشيرة الى ان الجهات المعنية بالإعمار واعادة تأهيل المدينة عليها التريث قليلا ومعرفة المستجدات المستقبلية.
واوضحت الصحيفة ان هذه الفوضى العارمة تعد اخر الفصول الدامية في الشرق الاوسط التي انتجها الغزو الامريكي.
تحذيرات من ظهور نسخة جديدة من تنظيم الدولة(داعش)
في لقاء تلفزيوني مع قناة (بي بي سي) قال الجنرال ستيفن تاونسند "ان مقاتلي التنظيم مازالوا في العراق"
مؤكدا انه " حان الوقت لاتحاد كل العراقيين لضمان هزيمة التنظيم في باقي العراق وعدم السماح أبدا بعودة الظروف التي أدت إلى صعوده في العراق".
وأشار تاونسند إلى أنه "على الحكومة العراقية الآن محاولة التواصل مع العراقيين السنة لوقف التنظيم الجهادي من طرح نفسه بصورة جديدة".
وأضاف أن على العراقيين "التواصل والتصالح مع العراقيين السنة وجعلهم يشعرون بأن الحكومة العراقية تمثلهم".
الوجود العسكري الامريكي بعد داعش
تشير بعض التقارير الاعلامية ونقلا عن مسؤولين في القيادة الامريكية والدول المتحالفة معها؛ الى رغبة الاحتفاظ بجود عسكري في العراق بعد هزيمة داعش.
وقال قائد قوات التحالف الدولي الجنرال ستيفن تاونسند "إن الحكومة العراقية أعربت عن اهتمامها ببقاء الولايات المتحدة وقوات التحالف في البلاد.
مؤكدا على ان النقاشات بلغت المراحل النهائية لاتخاذ القرار المتعلق بالوجود العسكري, متوقعا ان يكون هناك وجود للتحالف بعد هزيمة داعش.
وقال تاونسند: "بإمكاننا جميعا النظر إلى الوراء إلى نهاية عام 2011 عندما غادرت القوات الأميركية وقوات التحالف العراق المرة الأخيرة ورأينا ما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية, لا أعتقد أننا نريد مشاهدة ذلك مرة أخرى".