الحج عبادة متميزة تمثل لبّ العلاقة بين العبد وخالقه، وهو من الفرائض الدينية التي فرضها الله تعالى على المسلمين وفق ما جاءت به الشريعة السمحاء .
واذا ما تفكّرنا في ما تمثله فريضة الحج من حِكم ومصالح للعباد فسنجد العديد من المُخرجات التي قد لا يتسع المقام لذكرها بالتفصيل ولكن من الضروري إلقاء بقعة ضوء على بعضها وعلى فوائد الحج والحكمة منه وفلسفته وشؤونه وفق محددات الشريعة الاسلامية، التي لم تترك شأناً يهم المسلم إلا ووضعت له أطراً ومحددات تضمن له العاقبة الحسَنة في الدين والدنيا..
ومن حسن الحظ فإن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة قد كشفت بصورة واضحة عن جوانبَ من فلسفة الحج وبيَّنت شطراً من الأهداف والمقاصد المنشودة من هذا التشريع، فقد أشار القرآن الكريم إلى أهداف هذا التشريع الإلهي المهم بصورة مُجملة، من خلال آيات عديدة منها ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾. وهذه الآية صريحة في اشتمال الحج على منافع للناس، ولا بد أن هذه المنافع والفوائد تشكّل جزءً من فلسفة الحج وأهدافه السامية .
الحج.. وضوح في المقاصد والرؤية
يرى الكاتب عباس الاسدي إن السعي وراء معرفة فلسفة تشريع الحج أو غيره من التشريعات الإلهية عمل حسن وجيد، إلا أنه لو لم نتمكن من معرفة حِكمة التشريع فذلك لا يؤثر على طاعتنا للشريعة الإسلامية مادمنا نؤمن بأنها من جانب الله، وما دمنا نؤمن بصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وآله الذي جاء بهذا التشريع الإلهي وقام بتبليغه إلينا، فنحن متعبدون بكل الأحكام والتشريعات الإلهية سواءً عرفنا علل تشريعها أم لا، إيماناً منّا بحكمة مشرِّعها ومنزِّلها العالِم الحكيم.
ولو أردنا إلقاء الضوء على المنافع المتصورة للحج لوجدناها كثيرة ومتنوعة لا تكاد تجتمع في غيرها من العبادات، وهذه المنافع بعضها عبادية وبعضها تربوية، وأخرى اقتصادية وتربوية وسياسية واجتماعية ووحدوية.
أضاف الأسدي تحدَّثت الأحاديث والروايات الشريفة عن جوانب من المنافع التي أجمل القرآن الكريم في بيانها، كما تحدثت عن فلسفة تشريع الحج، وإليك عدداً من هذه الأحاديث:
1- قال الإمام علي عليه السلام في جملة ما أوصى به وهو يُبيِّن أهمية الحج وأنه رمز بقاء الإسلام:...اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ فَلَا يَخْلُو مِنْكُمْ مَا بَقِيتُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا [أي أنّ البلاء الإلهي سيشملكم]، وأَدْنَى مَا يَرْجِعُ بِهِ مَنْ أَمَّهُ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مَا سَلَفَ.... [نهج البلاغة: 422، طبعة صبحي الصالح..
2- وقال (عليه السلام) أيضاً مُذكراً أهمية هذه الشعيرة الإلهية المقدسة: ... جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى لِلْإِسْلَامِ عَلَماً... [نهج البلاغة: 45، طبعة صبحي الصالح].
3- ويقول (عليه السلام) في حديث آخر: فَرَضَ اللَّهُ الْإِيمَانَ تَطْهِيراً مِنَ الشِّرْكِ، والصَّلَاةَ تَنْزِيهاً عَنِ الْكِبْر، وَالزَّكَاةَ تَسْبِيباً لِلرِّزْقِ، وَالصِّيَامَ ابْتِلَاءً لِإِخْلَاصِ الْخَلْقِ، وَالْحَجَّ تَقْرِبَةً لِلدِّينِ...[نهج البلاغة: 512، طبعة صبحي الصالح]، أي أن الحج سببٌ لتقارب الأمة الإسلامية وتماسكها ووحدتها ورَصِّ صفوفها، وقد نُقِلَ هذا الحديث بلفظ آخر هو:... وَالْحَجَّ تَقْويَةً لِلدِّينِ...[راجع شرح نهج البلاغة: 19 / 86، لأبن أبي الحديد]، أي أن الحج منشأ قوة الدين الإسلامي وحيويته.
4- ومما جاء في خطبة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام:... فجعل اللّه الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس، ونماء في الرزق، والصيام تثبيتا للإخلاص، والحج تشييداً للدين...[بحار الأنوار: 29 / 223، طبعة مؤسسة الوفاء، بيروت / لبنان.
5- ورَوى هِشَامُ بْنِ الْحَكَم قَالَ: سَأَلْتُ الإمام جعفر بن محمد الصَّادق عليه السلام فَقُلْتُ لَهُ: مَا الْعِلَّةُ الَّتِي مِنْ أَجْلِهَا كَلَّفَ اللَّهُ الْعِبَادَ الْحَجَّ وَالطَّوَافَ بِالْبَيْتِ؟
فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ ـ إِلَى أَنْ قَالَ ـ وَأَمَرَهُمْ بِمَا يَكُونُ مِنْ أَمْرِ الطَّاعَةِ فِي الدِّينِ وَمَصْلَحَتِهِمْ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُمْ، فَجَعَلَ فِيهِ الِاجْتِمَاعَ مِنَ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ لِيَتَعَارَفُوا، وَلِيَنْزِعَ كُلُّ قَوْمٍ مِنَ التِّجَارَاتِ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَلِيَنْتَفِعَ بِذَلِكَ الْمُكَارِي وَالْجَمَّالُ، وَلِتُعْرَفَ آثَارُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَتُعْرَفَ أَخْبَارُهُ وَيُذْكَرَ وَلَا يُنْسَى، وَلَوْ كَانَ كُلُّ قَوْمٍ إِنَّمَا يَتَّكِلُونَ عَلَى بِلَادِهِمْ وَمَا فِيهَا هَلَكُوا وَخَرِبَتِ الْبِلَادُ وَسَقَطَتِ الْجَلَبُ وَالْأَرْبَاحُ وَعَمِيَتِ الْأَخْبَارُ، وَلَمْ تَقِفُوا عَلَى ذَلِكَ، فَذَلِكَ عِلَّةُ الْحَجِّ [وسائل الشيعة: 11 / 14، للشيخ محمد بن الحسن بن علي المعروف بالحُر العاملي طبعة: مؤسسة آل البيت، سنة: 1409هـ، قم / إيران].
وتابع الكاتب الأسدي وقد ذكرت الأحاديث الشريفة ان أهل البيت عليهم السلام قد بيّنوا عدداً من الفوائد والثمار التي يجنيها حجاج بيت الله الحرام من الحج ومنها:
1- رَوَى الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عَنْ آبَائِهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: الْحَجَّةُ ثَوَابُهَا الْجَنَّةُ وَالْعُمْرَةُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ ذَنْبٍ[الكافي: 4 / 253].
2- وقال الإمام جعفر بن محمد الصَّادق عليه السلام إِنِّي قَدْ وَطَّنْتُ نَفْسِي عَلَى لُزُومِ الْحَجِّ كُلَّ عَامٍ بِنَفْسِي أَوْ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي بِمَالِي.
3-وَقال الإمام الصادق عليه السلام: الْحُجَّاجُ يَصْدُرُونَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ يُعْتَقُ مِنَ النَّارِ، وَصِنْفٌ يَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَهَيْئَةِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، وَصِنْفٌ يُحْفَظُ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ، فَذَاكَ أَدْنَى مَا يَرْجِعُ بِهِ الْحَاجُّ [الكافي: 4/253].
قربٌ إلهي ومنافع جمّة
الشيخ مازن شاكر التميمي بيّنَ ان نظام العبادات يحتل مكانة مركزية في الشرائع السماوية، إذ لا تخلو شريعة منه، فجميعها يشترط ضرورة الاتصال الدائم بالمعبود، وهو نظام الاتصال الأمثل، وتحصيل آثاره يتطلّب الأداء الصحيح وجودته، وهي مسألة تعبدية لا يجوز التغيير فيها ضماناً للقبول وحصول الأثر المرجو، فالمتحكم فيها هو المعبود وليس العابد باعتبار أن العمل مؤدى لأجله وتحصيل قربه.
ونظراً لذلك، كان لابد من مراقبة من أرسلهم لبيان تشريعاته وتعليماته وتوجيهاته وإرشاداته للتعبد بها، فهي محض رضاه وقبوله وموضع تحصيل المنافع، لذا فإن الحديث عن العبادات ومنها (الحج)، يجب أن ينصب في اتجاهين: أحدها الأحكام، والآخر: الفوائد والمنافع.
فالحج كفريضة واجبة، ومصداق لنظام العبادات، لا يلزم على كل إنسان أدائه حتى لو كان بالغاً، بل يلزم توفر شروطا خاصة في من يؤديه، وهي: (البلوغ، والعقل. والحرية، والاستطاعة من الزاد والراحلة، وما يبقيه لعياله، والرجوع إلى الكفاية من مال أو صنعة يمكن الإعاشة بها، وتخلية السرب)، وأن من اجتمعت فيه هذه الشرائط يكون الحج عليه فورياً لوجود القدرة والاستطاعة وعدم وجود المانع، وهي مسألة موضوعية تلزم من قبل أن يكون عبداً مطيعاً لمعبوده جلّ جلاله، وفي أحكامها تفاصيل تترك لمحلها وتُراجع في مضانها.
أضاف التميمي ان فوائد ومنافع الحج حقيقة ذكرها الله تعالى في كتابه المقدس بقوله: {لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ في أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقير}/(الحج: 28)، فالمكلف بامتثاله لمعبوده بالعمل وفق برنامج محدد قد رسمه له مسبقاً(الإحرام؛ الوقوف في عرفات؛ الوقوف بالمزدلفة؛ رمي الجمرات؛ تقديم الهدي؛ حلق الرأس؛ المبيت في منى؛ طواف الحج وصلاته؛ السعي بين الصفا والمروة؛ طواف النساء وصلاته)، يحصل ويحظى على جميع المنافع، وهو ما قاله النبي’ في خطبته للمسلمين: ومن خرج حاجًّا أو معتمراً فله بكل خطوة حتى يرجع ألف ألف حسنة، ويُمحى عنه ألف ألف سيئة، وتُرفع له ألف ألف درجة، ...، وإن رجع رجع مغفوراً له مستجاباً له, فاغتنموا دعوته فإن الله لا يرد دعاءه, وكشف عنه الإمام الصادق بقوله: الحاجّ والمعتمر وفد الله، إن سألوه أعطاهم, وإن دعوه أجابهم, وإن شفعوا شفّعهم, وإن سكتوا ابتدآهم، ومن ذلك يُستشعر القرب الإلهي.
وختم التميمي بالقول لقد ذكر الإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام في أكثر من موضع تلك المنافع بقوله: ... اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ فَلَا يَخْلُو مِنْكُمْ مَا بَقِيتُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا، وَأَدْنَى مَا يَرْجِعُ بِهِ مَنْ أَمَّهُ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مَا سَلَفَ...، و... جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى لِلْإِسْلَامِ عَلَماً ...، وأنه ... تَقْرِبَةً لِلدِّينِ ... و... الْحَجَّ تَقْويَةً لِلدِّينِ...، فهو دفع للبلاء، وغفران للذنوب، ودلالة على العبودية، ووحدة للأمة الممزقة وقوة لها، وهذه المنافع كلها ما يحتاجه المسلم اليوم بل بأشد الحاجة إليها في أي بقعة من بقاع العالم.
حج المغتربين.. تعقيدات وضوابط جديدة
رعد الخفاجي، ناشط في شؤون تنظيم الحج والعمرة، مُقيم في النرويج، تحدثَ عمّا تكتنفه تفاصيل رحلة الحج بالنسبة للمغتربين والمسلمين المقيمين في دول اوربا قائلا: الحج والعمرة انطلاقاً من دول أوربا وأمريكا في السابق كان أسهل إلا أن الأمر تغيّرَ بعد ما وضعت المملكة العربية السعودية ضوابط جديدة على كافة دول العالم بما فيها أوربا، ومنها الحصة المقررة لكل دولة وعدد المرات التي حجّها الشخص وعقود الإيجار بالنسبة للسكن في مكة والمدينة المنورة، والمحارم والإقامة والتعهد من قبل مدير الحملة، وغير ذلك من الشروط..
أضاف الخفاجي أما بالنسبة للاجراءات القانونية اللازمة فأهمها تهيئة عقود الإيجار مصدّقةً من وزارة الحج والمؤسسة الأهلية لمطوفي الحج، علماً أن الشخص الذي يقدم على التسجيل يجب أن يكون لديه تخويل من شركة اياته ata مصدق من الخارجية والتجارة والسفارة السعودية، ثم يشمل الأمر العدد المقرّر للحجاج وهو محدود بالطبع.
وتشمل مسألة التوجيهات والإرشادات لمن يروم الحج صلاحية الجواز والإقامة الدائمة وتزكية من مركز أو مسجد إسلامي، وبالنسبة للمرأة فإنه يجب أن يرافقها محرَم، علماً أن هناك شرط يتطلب عدم تكرار الحج لخمس سنوات متتالية للشخص.
وكشفَ الخفاجي عن أن أكثر حملات الحج القادمة من أوربا تختار السكن المركزي المجاور للمسجد في المدينة المنورة، والبعض يفضل السكن ابعد بقليل لرخص الإيجار، أما السكن في مكة المكرمة فيفضل منطقة العزيزية لقربها من منطقة منى ولسهولة المبيت فيها وسهولة رمي الجمرات، وهذا يريح الحجاج من الزحام وتوفير الماء والطعام..
ونوّه الى أن هناك جملة من الصعوبات التي تواجه منظّمي الحملات ومنها الضوابط الجديدة التي تم وضعها مؤخراً، ولذا فإن الجاليات الإسلامية في أوربا وأمريكا تتمنى من الحكومة السعودية تيسير رحلات الحج لمسلمي أوربا وأمريكا، وإعطائهم عدداً اكبر لغرض تشجيعهم على أداء فريضة الحج والالتزام بالدين الحنيف.
وختمَ الخفاجي تصريحه بملاحظة هامة قائلاً: في السابق كانت أعداد المتقدمين للحج كبيرة بالقياس إلى الوقت الحاضر فقد كانت عوائل بالكامل مع الأطفال تذهب للحج، أما الآن ومع التعقيدات والضوابط والمتطلبات الجديدة فقد تقلص عدد الحملات إلى ٣٠% وهذا تراجع كبير..
عبادة التشييد والبناء الانساني..
احمد الحسيني، مرشد ديني لحملات الحج في العاصمة السويدية ستوكهولم، يرى أن الأهمية والحاجة للحج بالنسبة للمسلم المغترب تتضاعف لأن البناء او تلك الارض التي عاش عليها النبي او بقربها سيكون له أثر كبير على روحية هؤلاء الناس الوافدين، لأنهم بتوجههم لأداء هذه الشعيرة الواجبة يغترفون بنفس الوقت وينهلون ويرتوون بعد عطش وظمأ شديدين.
أضاف الحسيني، الجميل في الحج انه من العبادات التي تترك أثراً ايجابياً كبيراً على نفس وروح وقلب وعقل الحاج ومع انها من العبادات المضنية لكنها بنفس الوقت من العبادات المحبوبة، وأما بالنسبة لأماكنها فإنها في أماكن فيها عطر الرسالات وأنفاس الأنبياء حيث المقام والحجر والصفا والمروة وعرفات والمشعر الحرام ومنى والبيت الحرام والحجون وشعب أبي طالب ومن ثم قبر النبي صلى الله عليه واله والبقيع والمساجد السبعة ومسجد قباء ومسجد القبلتين، وكل واحد من هذه المعالم المقدسة يحمل قصة وواقعة وعبرة وعظة وذكرى تفوح بالروحانية والنورانية على نفس الحاج والزائر.
واستدركَ ان هذا غير العبادات التي تربّي وتهذّب وترتقى بالحاج على كل المستويات.. انها عبادة التشييد والبناء على المستوى الفردي والاجتماعي، فالحج اكبر من مؤتمر للقاء المسلمين، وأعظم من تكليف نؤديه، وأكثر فائدة ونفعاً مما نتصور انه الوفود الى الله والوفود الى الله يحتاج الى تخلية وتحلية وتزكية.. يحتاج الى اغتسال وغسل وتطهر وطهارة وإحرام وتعظيم حرمة وطواف وسعي وعهد مع الله ومع النبي صلى الله عليه وآله..
التوافق بين الأداء والجانب الروحي
الحاج قاسم درويش بيّن انه من المهم جدا التركيز في معرفة مناسك الحج وتفاصيلها من الجانب الأدائي أو التطبيقي والبدء بذلك في وقت مبكّر قبل الحج، وما لا يقل أهميه الجانب الروحي للحج ومناسكه، وكيفية الجمع بين الجانبين، لغرض إتمام الحج ومناسكه بما أمرنا الله سبحانه وتعالى وما تواتر عن أئمة الهدى عليهم السلام أجمعين.
أضافة الى ذلك يوجد العديد من تطبيقات الهواتف الذكية وغيرها من التطبيقات التي تلخص أعمال وواجبات الحج والعمرة ومسائل الشك والأخطاء الشائعة والكفارات، لكل المراجع وكل حسب مرجع تقليده.
أما في الجانب الروحي وهو الأهم في هذا المجال فمحاضرات الشيخ الكاظمي عن الحج فيها ما يهذب النفس ويسمو بها في هذه الأجواء الروحانية والإيمانية.
وتابع درويش، الحاج يجب أن يستحضر الجانب الروحي في كل عمل أو منسك من مناسك الحج وان لا يكون همّه الشاغل هو كيفية أداء الحركات التطبيقية من طواف أو سعي وان كان لأدائها بالشكل الصحيح من مقومات قبول العمل..
سهولة الحج للمقيم في الغرب..
الحاج علي عدنان، مقيم في النرويج، أوضح أن الحج بالنسبة لنا كمقيمين في الغرب يعد سهلاً، فكل ما يحتاجه الحاج في أوروبا هو النيّة، وبقية الأمور سهلة جداً وميسّرة وكل الأمور الشرعية وكل ما يتعلق بالحج يمكن الحصول عليه من الانترنت والمحطات الفضائية، بالإضافة الى أن الحملات لديها كادر يقوم بدور كبير في ارشاد الحجاج.
فضلاً عن وجود الكثير من البرامج التي توضح مناسك الحج، والبرمجيات التي يمكن تنصيبها على الهواتف الذكية واليوتيوب وغيرها من المواقع الدينية الارشادية...
تحقيق: صباح الطالقاني – عمران الياسري