المستبصرة ارشاد كوثر: الإمام الحسين (عليه السلام) مِسْرجَة البصر والبصيرة

1902 2020-04-25

ألفت الفتلاوي

بين اروقة الصحن الحسيني التي تتجلى ببهاء المكين وتدرجا الى حرم المولى ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) كانت خطواتها آزفة نحو الإيمان وتشخص انظارها صوب باب ما ان تلج منه حتى تصير تحت القبة التي يستجاب تحتها الدعاء، لتتلمس اناملها ضريح الطهر الذبيح، وليعانق شغاف قلبها المتلهفَ نفحات الايمان وسط البهاء الحسيني ولتعلن انها تابعةً له ومبايعة له ومتبرئة من اعداءه ومن نصابه العداء.  

 كانت تذرف الدموع انهارا، وكأن إرادة نقية تريد بها ان تخرج الى النور، في ذلك المشهد التقينا بها، الزائرة (ارشاد كوثر) من مدينة ملتان الباكستانية، التي اعلنت تشيعها في الصحن الحسيني الشريف في أيام عاشوراء بعد أن أسجى حديثها انهمار الدموع متلفظة بـ\اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله وأشهد أن علياً ولي الله\.

وسردت كوثر قصتها قبل التشيع وما الذي أتى بها إلى كربلاء قائلة: \\كنت دائماً أفكر ما هي كربلاء؟ ومَنْ هو الإمام الحسين (عليه السلام)؟، في ذات الوقت أدعي الله تعالى بأن يُهيأ لي أمر زيارته، ولو لمرة واحدة عسى ان تكون كفيلة بمعرفتي للإمام الحسين (عليه السلام)\\.

وواصلت كوثر: \منذ السابق كنت محبة للإمام الحسين (عليه السلام) دون أن أعرف ما هي فاجعة كربلاء، ولكن بعد أن رأيت الشعائر التي تقام في كربلاء عن يوم عاشوراء، وبعد أن استمعت للمحاضرات التي ألقتها الدكتورة (معصومة جعفري) بلغة الأردو في العتبة الحسينية المقدسة، قررت في نفسي ملازمتها طيلة الأربعة أيام المقامة فيها هذه المحاضرات؛ لمعرفة ما جئت أبحث عنه، وحين شرعت جعفري بالحديث حول واقعة الطف وما حدث في  كربلاء وكيف صُرِع الإمام وأهل بيته الكرام (عليهم السلام)؟ بدأت دموعي تنهمر بلا شعور\\.

ارشاد كوثر: من جنة الله في أرضه أعلنتُ تشيعي

وفي معرض ردها على تساؤلنا عن أثر زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في نفسية الزائر قالت كوثر بكلماتٍ يتخللها ناتجة من عمق الاحاسيس إن الزيارة تغير حياة الإنسان وتوصله إلى العشق الحقيقي لأهل البيت (عليهم السلام) والتحول الذي هو سبيل النجاة، فلو كان أهل الأرض يسيرون وفق مقتضيات النهضة الحسينية لما سقط دم على الأرض، ولما قتل أحد بلا جرمٍ قط؛ لأن الإمام الحسين (عليه السلام) هو وتين الحياة وأبهرها.

وتابعت حديثها متقدمة بشكرها لله الذي هيأ لها زيارة كربلاء المقدسة، والإمام الحسين (عليه السلام) الذي أَذِنَ لها بأن تحضر عنده هذه الأيام التي وصفتها بأروع الأيام على حد تعبيرها، ولوصفها لا تدانيها كلمة مؤكدة \\بعد زيارتي الأولى هذه أشعر وكأن جسدي سيعاود الابتعاد عن كنزٍ عظيم للتو وجدته، وكل ما استطيع قوله هو أن الله تعالى مَنَّ عَلَيَّ بهذه الزيارة قبل مماتي؛ كي أقول حين عودتي إلى باكستان، أنا كنت في جنة الله\\. 

واختتمت كوثر ان الاستبصار وفق مفهومه الاصطلاحي يعني الرجوع إلى فطرة الإنسان التي فطرها الله تعالى عليه، وهذه الفطرة التي تمثل الإسلام المحمدي الأصيل، فالإمام الحسين (عليه السلام) هو مِسرَجة النور التي تشق الحياة في البصر والبصيرة وهو النافذة الكبيرة التي من خلالها يلج الإنسان معالم الاستبصار.

 

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك