الرحمة وجهاز المناعة


{قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (الأنعام/12)}

اولا: بيني وبين الرحيم

يامن كتب على نفسه الرحمة وأوصى عباده بها، جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه..

أتسال هل إننا عصيناك حتى استنفذت الرحمة علينا؟؟؟ (هيهات ما ذلك الظن بك ولا المعروف من فضلك ولا مشبه لما عاملت به الموحدين من خلقك)، هل هناك  باب تنزل منه رحمتك علينا ان نطرقه؟ يقول لنا من أرسلته رحمة للعالمين (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)، لذا في هذه المقالة أريد تلمس العبد للرحمة في هذا الظرف الذي نحياه من ابتلاء جند من جنود الله طفق يسير خفيا لا توقفه الدول بحراسها ولا يستطيع احد ان يرى دبيبه بيننا ما عسانا نفعل وقد أوصدنا أبوابنا علينا في بيوت أجبرنا على أن نقر فيها قسرا بعد ان ندبنا اليه ولم نستجيب ،نجلس مع عوائلنا لنتراحم بيننا ولكن ما نشاهده في بعض الاحيان من سلوكيات تذمر وخشونة في العائلة ليست من مصاديق الرحمة تؤذي المشاعر وتسبب ضعفا في جهاز المناعة واليك بعض الدراسات في تأثير المشاعر السلبية على جهاز المناعي للإنسان.

ثانيا: المشاعر والجهاز المناعي

توصلت دراسة حديثة من جامعة بنسلفانيا الأمريكية إلى العلاقة بين المشاعر التي نمر بها واستجابة الجهاز المناعي سواء بالسلب أو الإيجاب.

وبحسب موقع \\\\Medical News Today وجد الباحثون أن التعرض للمشاعر السلبية له تأثير مهم على عمل الجهاز المناعي.

فالعديد من الدراسات أوضحت أن التعرض للضغط العصبي والقلق والمزاج السلبي يمكن أن يؤثر بالسلب على الصحة البدنية على نطاق واسع، كما يمكن للتعرض للضغط العصبي المزمن أن يؤثر على الذاكرة، بالإضافة إلى مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل السكتة الدماغية، بحسب دراسة نشرت في \\Brain, Behavior, and Immunity\\.

وقد الدراسة أجرت استطلاع رأي لمعرفة المشاعر التي يمر بها المتطوعون كما جمعت عينات من الدم لمعرفة استجابتهم المناعية في تلك الحالة.

ومن المعروف أن الالتهاب يحدث كاستجابة مناعية طبيعية عندما نتعرض للعدوى أو الجروح، ولكن التعرض بمستويات عالية للالتهاب، يمكن أن يؤدي إلى أمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل.

ووجدت المؤلفة الرئيسية بالدراسة \\جينفر جراهام إينجلاند\\ أن الأشخاص الذين يتعرضون للمزاج السلبي  أن هناك علاقة بين المشاعر السلبية والإيجابية التي نشعر بها وبين الجهاز المناعي وتأثيرها فيه سواء بشكل إيجابي أو سلبي.

وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين يمرون بمشاعر سلبية مثل التوتر والقلق أو الضغط العصبي يكونون أكثر عرضة لتأثر الجهاز المناعي بما ينعكس على صحتهم الجسدية.

وتزداد مخاطر هذه المشاعر السلبية في تأثيرها إذا زادت على حدها، حيث يمكن أن تتأثر الذاكرة بشكل خطير لدى الأشخاص الذين يتعرضون لضغط عصبي مزمن.

وأشارت الدراسة إلى أنه من بين الأمراض التي قد تتسبب بها المشاعر السلبية القوية هي السكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وتوصل الباحثون إلى أن هناك علاقة بين المشاعر السلبية والتعرض للالتهاب، حيث إن التعرض للمزاج السلبي أكثر من مرة خلال اليوم يؤدي إلى مستوى عالٍ من الالتهاب في الدم.

ويحدث الالتهاب كاستجابة مناعية طبيعية عند تعرض الأشخاص للجروح أو العدوى المختلفة، ولكن في حالة المستويات العالية من الالتهاب قد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالتهاب المفاصل وأمراض المزمنة أخرى.

أظهرت دراسات عديدة أن التعرّض الدائم للضغط والقلق والمشاعر السلبية بشكل عام قد يؤثر على اللياقة البدنية تأثيرًا كبيرًا، وكما نشرت مجلة Medical news العام الماضي فقد اكتشفت الأبحاث أن الضغوط المستمرة لها تأثير سلبي على الذاكرة.

الشعور بالضغط قد يزيد من نسبة الإصابة بأمراض الجهاز الوعائي الدموي كالإصابة بالجلطة أيضًا.

الآن، أُجْرِيَت دراسة بواسطة مُختصّين في جامعة ولاية بنسيلفانيا، ووجدت هذه الدراسة أن المشاعر السلبية قد تغيّر من كيفية استجابة جهاز المناعة أثناء قيامه بوظائفه، وكذلك فلهذه المشاعر السلبية علاقة بزيادة مُعدّل الإصابة بالالتهابات.

نتيجة البحث الذي قادته جينيفير جراهام أنجيلاند الأستاذة المشاركة في جامعة ولاية بنسيلفانيا نُشرت في صحيفة العقل والسلوك والمناعة.

وجمّع العلماء البيانات من أجل الدراسة عن طريق مجموعتين منفصلتين، استخدموا استبيانات لإعطائها للمتطوعين بالبحث لتسجيل مشاعرهم على مدار الوقت وفي اللحظات نفسها، هذه العملية استغرقت أسبوعين وسمحت للفريق برسم خريطة لبيانات مشاعر المتطوعين.

قيّم العلماء أداء الجهاز المناعي لدى المتطوعين عن طريق تجميع عينات من الدم منهم للبحث عن آثار وجود الالتهابات..

ولاحظت الباحثة جراهام-أنجيلاند وفريقها أن الأشخاص الذين عانوا من المشاعر السلبية عدّة مرات في اليوم لفترات طويلة كان لهم مستويات أعلى من الالتهابات بالجسم في عينات الدم.

وأوضح العلماء أيضًا أنه إذا جُمعت عينات الدم من المشاركين بالبحث مباشرًة بعد تعرّضهم لمشاعر سلبية كالحزن والغضب، فإن المواد الكاشفة عن الالتهابات ستكون موجودة في عينات الدم هذه.

وعلى الرغم من ذلك فإن التعرّض للمشاعر الإيجابية حتى لو كانت لفترة قصيرة قبل جمع عينات من الدم كان مرتبطًا بمعدّل التهابات أقل، لكن هذه الوسيلة صحيحة فقط لدى المشاركين الذكور بالدراسة كما أوضح الباحثون ان التأثير قابل للتعديل

إن العلماء واثقون بأن دراستهم تضيف دليلًا حاسمًا بخصوص تأثير المشاعر السلبية على الصحة، خصوصًا أن المشاركين ببحثهم ينتمون إلى خلفيات متنوعة اجتماعيًا وعرقيًا واقتصاديًا..

وقالت جراهام أنجيلاند متحدثة عن الالتهاب: «نأمل أن يدفع هذا البحث الباحثين لكي تتضمن دراساتُ الالتهابِ الضغطَ النفسيّ وتأثيره، وذلك لكي تضاعف النتائج الحالية ولتساعد على تحديد الآليّات وراء العلاقات بين التأثّير والالتهاب».

يتمنى الباحثون أن تسمح هذه الدراسة والدراسات المشابهة لها في المستقبل للمُختصّين باستحداث استراتيجيات أفضل لتحسين الحالة النفسية وبذلك حماية اللياقة البدنية والصحة.

ختاما: اقتراحات في الحجر

ايها المؤمنون خلقكم ربكم من نفس وبث منها ذرية وأوصاكم  بالرحمات فيما بينكم ، باعدتكم أعمالكم والسعي وراء تامين معاشكم فارد الله لكم هدنة رحمة بكم فاستغلوا فرصة حجركم لبركم وليرحم قويكم ضعفيكم وقدموا لأنفسكم واستغلوا أوقاتكم في قرآن كريم لا يُهجر

وقلماً مثمر واحساناً يذكر  وبراً ينشر وعلماً يسطر وحب ووئام ورحمة للانام ودعوةً للسلام واستغاثة بامام وتوسلا بالا النبي الكرام ,فلعها محنة تثمر منحة ولعلل في العسر يسرى ولعل الاخرة خيرا لك من الاولى ولعلى الذي ذكرك فلا ينسى ..اظهر لنفسك قدرة على التحمل واظهر لغيرك رحمة ورأفة وابدع في العطاء واجمل في سخاء وكن ودودا فكلنا غرباء.

 

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك