كيف تخطط لشهر الخير؟

1648 2020-04-28

المدرب الاعلامي: علي الشمري

شهر رمضان المبارك شهر فضيل؛ تتنزل فيه الرحمات وتشتاق لعبقه الأرواح والقلوب, وكرم الله تعالى فيه كثير والله هو الكريم المنان سبحانه.. قال النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): "لو يعلم العبد ما في شهر رمضان، لودّ أن يكون رمضان السنة"، فقال رجلٌ من خزاعة: يا رسول الله !..وما فيه؟ فقال (صلى الله عليه وآله): "إنّ الجنة لتزيّن لرمضان من الحول إلى الحول، فإذا كان أول ليلة من رمضان، هبّت الريح من تحت العرش، فصفّقت ورق الجنة، فتنظر حور العين إلى ذلك، فيقلن: يا ربّ!. اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجاً، تقرّ بهم أعيننا وتقرّ أعينهم بنا" - كتاب جواهر البحار كتاب الزكاة والخمس باب وجوب صوم شهر رمضان وفضله.

فما هو تخطيطنا لشهر رمضان؟

قبل أن أبدء هذه الوقفة مع (التخطيط لشهر رمضان) أنوه إلى أمر مهم؛ أننا نقصد بالتخطيط؛ ذلك الأمر أو النشاط الذي ينقلك من حال معينة إلى حال أفضل أو أكبر! كما أن التخطيط يتطلب وجود رسالة أو دور واضح أو منهج أو فلسفة للعيش في الحياة.. وأخيراً التخطيط يتطلب توفر رؤية واضحة؛ وهي تعبر عن أهداف الإنسان وتطلعاته في الحياة... هذا أمر أول!..

الأمر الثاني، حتى يكتب للتخطيط النجاح - بإذن الله تعالى؛ يفترض أن يكون للمخطِط (قدوة) يقتدي بها؛ سواء من الأحياء أو من الأموات من عباد الله الصالحين.. أقرأ عنهم وتزود من كلامهم, وأفهم كيف كانوا في رمضان.. هذا مهم في التخطيط (فلابد من بناء الصور الذهنية الايجابية من خلال الاستراتيجيات الناجحة في الحياة).

وحتى يكون شهر رمضان - هذا العام وكل عام - مميزا ومثمرا بالطاعات يجب على الإنسان الفطن أن يتقن فن الإعداد أو التخطيط لهذا الضيف الكريم..

اجلس مع نفسك - جلسة صمت, جلسة هدوء وبدون مقاطعات.. اسأل نفسك الطيبة, يا نفسي ماذا تريدين أن تقومي به - من أمر عظيم - في رمضان هذا العام.!؟

مثلاً: بعضنا يود أن يختم القرآن أكثر من مرة! والآخر يريد أن يحافظ على السنن من الأعمال, وآخر يريد أن يزور المراقد الشريفة أكثر من مرة.. وآخر يريد أن يتصدق بمبلغ (معين) في هذا الشهر!! المهم هو ان يكون شيء كبير تود الوصول له وتحقيقه في هذا الشهر إن شاء الله تعالى..

بعد ذلك ضع (الخطة) موضع التنفيذ! بمعنى ضع لتلك التصورات الذهنية الناجحة وتلك الأهداف الطموحة من الأعمال الصالحة.. ضع لها برنامجا للإنجاز..!!

وأنا أقترح عليك؛ أن يكون لك برنامج منوع من الأعمال.. عمل إيماني (بينك وبين نفسك مثل القيام بعبادة معينة كالصلاة على رسول الله (صلى الله عليه واله) أو قراءة الأدعية المأثورة..) وبرنامج عمل آخر صحي, كالمشي أو الرياضة.. وآخر عائلي؛ كقراءة في كتاب رياض الصالحين, او مفاتيح الجنا ن او كتب الادعية المأثورة وآخر تعاوني دعوي؛ كزيارة ومساعدة الجمعيات الخيرية في منطقتك, وآخر ترفيهي؛ نعم ترفيهي في رمضان, فهو جانب مهم في الحياة.. مثل زيارة المكتبات العامة, مشاهدة أو سماع المواد النافعة التنموية وحضور الدورات التدريبية التنموية في رمضان أو المحاضرات العامة...

ولا تنس الجانب المادي؛ وهنا نقصد فيه الاستثمار في رمضان بالإكثار من الصدقة!! وقدوتك في هذا رسول (صلى الله عليه واله)؛ فقد كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن..

أخيراً ... ليكن لك برنامج للمتابعة والمراجعة الأسبوعية لخطتك.. بحيث تقييم وضعك وترى مكان الخلل في جوانبها وتعدل.. المخطط الذكي يعمل هذا ( يخطط ثم يقيّم ثم يعدل وهكذا... ) كما لا تنس أن تشجع نفسك مع كل عمل أو إنجاز تقوم به, وإن كان صغيراً ؛ فالإنجاز ما تراه أنت إنجازا وليس الآخرون!.

لا تقارن نفسك بالآخرين - لا من هم فوقك ولا من هم تحتك!! بل قارن نفسك بنفسك.. بحيث يكون يومك أفضل من أمسك, وغدك أفضل من يومك الآن..!! فعن امير المؤمنين علي (عليه السلام) قال: (من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون..)

عش لحظات رمضان لحظةً لحظة.. لا تفوتها فـشهر رمضان ضيف كريم خفيف المكث سريع الترحال...

التعليقات
تغيير الرمز
تعليقات فيسبوك